المكتبة
الفصل الحادي والأربعون: عالم الأرواح ما بعد الموت


”الفصل الحادي والأربعون: عالم الأرواح ما بعد الموت،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)

”الفصل الحادي الأربعون،“ مبادئ الإنجيل

الفصل الحادي والأربعون

عالم الأرواح ما بعد الموت

صورة
عائلة قرب قبر

الحياة بعد الموت

  • ما الذي يحصل لنا بعد أن نموت؟

لقد هيّأ الآب السماوي خطّة لخلاصنا. وكجزء من الخطّة، أرسلنا من حضرته لنعيش على الأرض ونحصل على أجساد ماديّة من لحم ودمّ. في نهاية المطاف، ستموت أجسادنا الماديّة، وستذهب أرواحنا إلى عالم الأرواح. يشكّل عالم الأرواح مكاناً للانتظار والعمل والتعلّم، وهو للأبرار، مكان للاستراحة من الهموم والأحزان. ستحيا أرواحنا هناك إلى أن نصبح جاهزين لقيامتنا. بعد ذلك، ستتوحد أجسادنا الماديّة مجدّداً مع أرواحنا وسنحصل على درجة المجد التي استعدّينا من أجلها (راجع الفصل ٤٥ من هذا الكتاب).

تساءل الكثيرون عن ماهيّة عالم الأرواح. لقد أعطتنا النصوص المقدّسة وأنبياء الأيّام الأخيرة معلومات عن عالم الأرواح.

  • ما الذي يعزّيك في معرفتك أنّه ثمّة حياة بعد الموت؟ كيف يمكننا أن نستخدم فهمنا لعالم الأرواح ما بعد الموت لتعزية الآخرين؟

أين يوجد عالم الأرواح ما بعد الموت؟

قال أنبياء الأيّام الأخيرة إنّ أرواح مَن ماتوا ليست بعيدة عنّا. وقال الرئيس عزرا تافت بنسُن ما يلي: ”أحياناً يصبح الستار بين هذه الحياة والحياة التالية رقيقاً جدّاً. أرواح أحبّائنا الذين توفّوا ليست بعيدة عنّا“ (في تقرير المؤتمر العام، نيسان/أبريل ١٩٧١، ١٨؛ أو Ensign، حزيران/يونيو ١٩٧١، ٣٣). علّم الرئيس بريغهام يونغ أنّ عالم الأرواح ما بعد الموت هو على الأرض. حولنا (راجع Teachings of Presidents of the Church: Brigham Young [١٩٩٧]، ٢٧٩).

ما هي طبيعة أرواحنا؟

تتمتّع الكائنات الروحيّة بالأشكال الجسديّة ذاتها التي يتمتّع بها البشر. غير أنّ أجساد الأرواح مثاليّة الشكل (راجع أثير ٣‏:١٦). تحمل الأرواح معها من الأرض سلوك الإخلاص أو العداء تجاه الأمور البارّة (راجع ألما ٣٤‏:٣٤). وتكون لها الرغبات والشهوات ذاتها التي كانت لها عندما كانت تعيش على الأرض. جميع الأرواح تتّخذ شكل الراشدين. لقد كانت راشدة قبل وجودها الفاني وتكون راشدة بعد الموت حتّى إن ماتت رضيعة أو طفلة (راجع Teachings of Presidents of the Church: Joseph F. Smith [١٩٩٨]، ١٣١–٣٢).

  • ما أهميّة أن نعلم أنّ أرواحنا سيكون لها، في عالم الأرواح، السلوك ذاته الذي تتّسم به اليوم؟

ما هي الظروف السائدة في عالم الأرواح ما بعد الموت؟

علّم النبيّ ألما في كتاب مورمون عن قسمين أو وضعين في عالم الأرواح:

”عِنْدَئِذٍ يَكُونُ أَنَّ أَرْوَاحَ ٱلْأَبْرَارِ تَصِيرُ إِلَى ٱلنَّعِيمِ ٱلْمُسَمَّى بِالْفِرْدَوْسِ أَوِ ٱلرَّاحَةِ وَٱلْأَمْنِ، حَيْثُ يَسْتَرِيحُونَ مِنْ كُلِّ شَقَائِهِمْ وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ وَحُزْنٍ.

”وَعِنْدَئِدٍ يَكُونُ أَنَّ أَرْوَاحَ ٱلْأَشْرَارِ ٱلَّذِينَ تَخَلَّقُوا بِالرَّذِيلَةِ — فَهُمْ قَدْ خَلَوْا مِنْ رُوحِ ٱلرَّبِّ؛ وَهُمْ قَدْ آثَرُوا أَعْمَالَ ٱلشَّرِّ عَلَى أَعْمَالِ ٱلْخَيْرِ؛ لِذٰلِكَ حَلَّ بِهِمْ رُوحُ إِبْلِيسَ وَاسْتَوْلَى عَلَى مَنَازِلِهِمْ — يَكُونُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأَرْوَاحَ تُنْفَى إِلَى ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ؛ هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَالْعَوِيلُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ، وَذٰلِكَ نَتِيجَةَ مَعْصِيَتِهِمْ إِذْ سَبَتْهُمْ مَشِيئَةُ إِبْلِيسَ.

”هٰذِهِ إِذًا حَالُ نُفُوسِ ٱلْأَشْرَارِ: حَالٌ تَكْتَنِفُهَا ٱلظُّلْمَةُ، وَانْتِظَارٌ مُخِيفٌ مُرَوِّعٌ لِحُمُوِّ غَضَبِ ٱللهِ ٱلْمُشْتَعِلِ عَلَيْهَا؛ عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَالِ تُقِيمُ، وَتُقِيمُ ٱلنُّفُوسُ ٱلْبَارَّةُ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ، حَتَّى يَحِينَ بَعْثُهَا“ (ألما ٤٠‏:١٢–١٤).

تُصنّف الأرواح وفقاً لنقاء حياتها وإطاعتها لإرادة الربّ عندما كانت على الأرض. يتمّ فصل الأبرار والأشرار (راجع ١ نافي ١٥‏:٢٨–٣٠) ولكن قد تتحسّن الأرواح فيما تتعلّم مبادئ الإنجيل وتعيش وفقاً لها. يمكن للأرواح التي في الفردوس أن تعلّم تلك التي في السجن (راجع المبادئ والعهود ١٣٨).

الفردوس

بحسب النبيّ ألما، تستريح الأرواح البارّة من الهموم والأحزان الأرضيّة. ومع ذلك، هي تهتمّ بالقيام بعمل الربّ. رأى الرئيس جوزف ف. سميث في إحدى الرؤى أنّ يسوع المسيح قام بزيارة الأبرار في عالم الأرواح فوراً بعد صلبه. عيّن مراسيل وأعطاهم القوّة والسلطة وكلّفهم بأن ”[يحملوا] نور الإنجيل إلى الذين كانوا في الظلمة أي إلى جميع أرواح البشر“ (المبادئ والعهود ١٣٨‏:٣٠).

الكنيسة منظّمة في عالم الأرواح ويتابع حملة الكهنوت القيام بما تمليه عليهم مسؤولياتهم هناك (راجع المبادئ والعهود ١٣٨‏:٣٠). علّم الرئيس ويلفورد وودروف: ”الكهنوت ذاته موجود من الناحية الأخرى من الستار. … وكلّ من الرسل والسبعين والشيوخ، إلخ… الذين يموتون بالإيمان، يدخلون، عند عبورهم إلى الجانب الآخر من الستار، عمل الخدمة“ (Deseret News، ٢٥ كانون الثاني/يناير ١٨٨٢، ٨١٨).

العلاقات العائليّة مهمّة أيضاً. رأى الرئيس جيديديا م. غرانت، وهو أحد مستشاري بريغهام يونغ، عالم الأرواح ووصف لهيبير تش. كمبل التنظيم السائد هناك: ”قال إنّ الناس الذين رآهم هناك كانوا منظّمين في عائلات. … قال: ’عندما نظرت إلى العائلات، كان ثمّة نقص في بعضها، … رأيت عائلات لم يُسمح لها بالعيش معاً لأنّها لم تحترم دعوتها هنا‘“ (Deseret News، ١٠ كانون الأول/ديسمبر ١٨٥٦، ٣١٦–١٧).

سجن الأرواح

أشار بطرس الرسول إلى عالم الأرواح ما بعد الموت على أنّه سجن وهو كذلك بالنسبة إلى البعض (راجع رسالة بطرس الأولى ٣‏:١٨–٢٠). نجد في سجن الأرواح أرواح أولئك الذين لم يتلقّوا بعد إنجيل يسوع المسيح. لهذه الأرواح القدرة على الاختيار ويمكن أن يتمّ جذبها من قبل الخير أو الشرّ. إن قبلت هذه الأرواح الإنجيل والمراسيم المؤدّاة من أجلها في الهياكل. يمكنها أن تغادر سجن الأرواح وتعيش في الفردوس.

نجد في سجن الأرواح أيضاً أولئك الذين رفضوا الإنجيل بعد أن بُشِّروا به أكان ذلك على الأرض أو في سجن الأرواح. تعيش هذه الأرواح معاناة في وضع يُسمّى بالجحيم. فقد أبعدت نفسها عن رحمة يسوع المسيح الذي قال: ”لأنّي أنا الله قد قاسيت كلّ هذه الأشياء من أجل الجميع لكي لا يقاسوا إذا تابوا؛ ولكن إن لم يتوبوا فيجب أن يتعذّبوا كما تعذّبت أنا؛ وهذا العذاب جعلني أنا، حتّى الله أعظم الجميع، أرتجف بسبب الألم فجعل الدمّ ينزف من كلّ مسامة فأقاسي جسديّاً وروحيّاً“ (المبادئ والعهود ١٩‏:١٦–١٨). وبعد أن تعاني بسبب خطاياها، سيُتاح لها من خلال كفّارة يسوع المسيح، أن ترث أدنى درجات المجد وهي المملكة الدنيا.

  • من أيّة ناحية تشبه الظروف في عالم الأرواح الظروف في هذه الحياة؟

نصوص مقدّسة إضافيّة

طباعة