المكتبة
الفصل الثاني والعشرون: هبات الروح القدس


”الفصل الثاني والعشرون: هبات الروح القدس،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)

”الفصل الثاني والعشرون،“ مبادئ الإنجيل

الفصل الثاني والعشرون

هبات الروح

صورة
مبشرون يبشّرون

هبات الروح

  • ما هي الهبات الروحية التي يمنحنا إيّاها الربّ؟

بعد المعمودية، تمّ وضع الأيدي على رأس كلّ واحد منّا لنتسلّم هبة الروح القدس. فإذا كنّا مؤمنين، يمكن أن يرافقنا تأثيره بصورة مستمرّة. ومن خلاله، يمكن لكلّ واحد منّا أن يُبارَك ببعض القوى الروحية التي نطلق عليها اسم هبات الروح. تُعطى هذه الهبات لمن يكون مخلصاً للمسيح. ”كلّ هذه الهبات تأتي من الله لمنفعة أبناء الله“ (المبادئ والعهود ٤٦‏:٢٦).وهي تساعدنا على معرفة حقائق الإنجيل وتعليمها. كما أنّها تساعدنا في مباركة الآخرين. وترشدنا مجدّداً إلى أبينا السماوي. ولكي نستخدم هباتنا بشكل حكيم، علينا أن نعرف ما هي وكيف ننمّيها ونميّز تقليد الشيطان لها.

تشير النصوص المقدّسة إلى عدد كبير من هبات الروح. وقد أُعطيت هذه الهبات إلى أعضاء الكنيسة الحقيقية عندما كانت موجودة على الأرض (راجع مرقس ١٦‏:١٦–١٨). تتضمّن هبات الروح ما يلي:

هبة الألسنة (المبادئ والعهود ٤٦‏:٢٤)

من الضروري في بعض الأحيان أن نوصّل رسالة الإنجيل بلغة غير مألوفة لنا. في مثل هذه الحال، يمكن للربّ أن يباركنا بالقدرة على تكلّم هذه اللغة. وقد حصل عدد كبير من المبشّرين على هبة الألسنة (انظر الصورة في هذا الفصل). على سبيل المثال، كان الشيخ ألونزو أ. هينكلي مبشّراً في هولندا ولم يكن ضليعاً باللغة الهولندية بالرغم من أنّه صلّى ودرس جاهداً. عندما عاد يوماً إلى منزلٍ كان قد زاره سابقاً، فتحت له امرأة الباب وخاطبته بغضب بالهولندية. فدُهش بأنّه تمكّن من فهم كلّ كلمة تقولها. وشعر برغبة قويّة في أن يعطيها شهادته باللغة الهولندية. بدأ يتكلّم، وجاءت الكلمات بكلّ وضوح بالهولندية. ولكن عندما عاد ليُظهر لرئيس بعثته التبشيرية أنّه يستطيع التكلّم بالهولندية، كانت هذه القدرة قد فارقته. عدد كبير من الأعضاء المؤمنون بوركوا بهبة الألسنة. (راجع Joseph Fielding Smith, Answers to Gospel Questions، محرر Joseph Fielding Smith Jr، ٥ مجلدات، [١٩٥٧–٦٦]، ٢‏:٣٢–٣٣.)

هبة ترجمة الألسنة (المبادئ والعهود ٤٦‏:٢٥)

تُعطى لنا هذه الهبة في بعض الأحيان عندما لا نفهم لغة ونحتاج إلى استلام رسالة مهمّة من الله. على سبيل المثال، كان للرئيس دايفد أُ. مكّاي رغبة كبيرة في التحدّث إلى القدّيسين في نيوزيلاندا من دون ترجمان. قال لهم إنّه كان يأمل أن يباركهم الربّ كي يفهموا ما يقوله. وتكلّم بالإنكليزية. استمرّ حديثه مدّة ٤٠ دقيقة تقريباً. وفيما كان يتكلّم كان يرى من خلال التعابير على العديد من الوجوه والدموع في العيون أنّهم كانوا يفهمون رسالته. (راجع Answers to Gospel Questions، ٢‏:٣٠–٣١.)

هبة الترجمة (المبادئ والعهود ٥‏:٤)

إذا تمّت دعوتنا من قبل قادة الكنيسة لترجمة كلمة الربّ، يمكننا أن نتسلّم هبةً للترجمة متخطّين قدرتنا الطبيعيّة. لكن كما هي الحال بالنسبة إلى الهبات كلّها. يجب أن نعيش عيشة بارّة وندرس بكدّ ونصلّي من أجل الحصول عليها. عندما نقوم بذلك، يُضرم الربّ قلبنا داخلنا فنشعر بصحة الترجمة (راجع المبادئ والعهود ٩‏:٨–٩). حظي جوزف سميث بهبة الترجمة عندما ترجم كتاب مورمون. وكانت تأتيه هذه الهبة فقط عندما كان منسجماً مع الروح.

هبة الحكمة (المبادئ والعهود ٤٦‏:١٧)

تمّت مباركة البعض منّا بالقدرة على فهم الأشخاص ومبادئ الإنجيل وكيفية تطبيقها في حياتنا. قيل لنا:

”إنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر فسيُعطى له.

”ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتّة. لأنّ المرتاب يُشبه موج البحر تخبطه الريح وتدفعه.

”فلا يَظنّ ذلك الإنسان أنّه ينال شيئاً من عند الربّ“ (يعقوب ١‏:٥–٧).

قال الربّ: ”لا تسعَ للغنى بل للحكمة، وستكشف لك أسرار الله“ (المبادئ والعهود ٦‏:٧).

هبة المعرفة (المبادئ والعهود ٤٦‏:١٨)

كلّ من يصبح مثل الآب السماوي يمكنه، في نهاية المسار، أن يعرف كلّ شيء. إنّ معرفة الله وقوانينه يكشفها الروح القدس (راجع المبادئ والعهود ١٢١‏:٢٦). لا يمكن أن نخلص إذا كنّا جاهلين لهذه القوانين (راجع المبادئ والعهود ١٣١‏:٦).

كشف الربّ: ”إذا حصل شخص على معرفة وذكاء أكثر من غيره في هذه الحياة باجتهاده وطاعته، فسوف يكون له أفضلية أكثر في العالم الآتي“ (المبادئ والعهود ١٣٠‏:١٩). لقد أمرنا الربّ بأن نتعلّم قدر ما يمكن حول عمله. يريدنا أن نتعلّم عن السموات والأرض والأمور التي حصلت أو التي ستحصل، وعن الأمور في بلدنا وفي الخارج (راجع المبادئ والعهود ٨٨‏:٧٨–٧٩). إلّا أنّ بعض الأشخاص يحاولون اكتساب المعرفة من خلال الدراسة الشخصية فقط. فلا يطلبون مساعدة الروح القدس. وبالتالي يتعلّمون دائماً من دون أن يتوصّلوا إلى معرفة الحقّ (راجع الرسالة الثانية إلى تيموثاوس ٣‏:٧). عندما نحصل على المعرفة بكشفٍ من الروح القدس، تتحدّث روح الله إلى عقولنا وقلوبنا (راجع المبادئ والعهود ٦‏:١٥، ٢٢–٢٤؛ ٨‏:٢؛ ٩‏:٧–٩).

هبة تعليم الحكمة والمعرفة (موروني ١٠‏:٩–١٠)

يُعطى بعض الأشخاص قدرة خاصة على تفسير حقائق الإنجيل والشهادة عليها. يمكن أن نستعمل هذه الهبة عندما ندرّس صفّاً. كما يمكن أن يستعملها الأهل في تعليم أولادهم. وهي تساعدنا على إعطاء الشروح للآخرين ليتمكّنوا من فهم الإنجيل.

هبة معرفة أنّ يسوع المسيح هو ابن الله (المبادئ والعهود ٤٦‏:١٣)

كانت تلك هبة الأنبياء والرسل الذين اختيروا ليكونوا شهوداً مميّزين ليسوع المسيح. غير أنّ هذه الهبة تُعطى أيضاً لغيرهم من الأشخاص. فكلّ شخص يمكن أن يحظى بشهادة من خلال همسات الروح القدس. علّم الرّئيس دايفد أُ. مكّاي: ”يقول الربّ في المبادئ والعهود إنّه يعطي للبعض أن يعرفوا بالروح القدس أنّ يسوع المسيح هو ابن الله وأنّه صُلب من أجل خطايا العالم [راجع المبادئ والعهود ٤٦‏:١٣]. أدعو هؤلاء إلى أن يثبتوا في الشهادة التي يعطونها للعالم“ (Teachings of Presidents of the Church: David O. McKay [٢٠٠٣]، ١٦٦).

هبة الإيمان بشهادة الآخرين (المبادئ والعهود ٤٦‏:١٤)

وَبِقُوَّةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يمكننا أن نعرف حقيقة كلّ الأشياء. إذا أردنا أن نعرف إن كان أحدهم يتفوّه بالحقيقة، علينا أن نسأل الله بإيمان. وإذا كان الأمر الذي نصلّي من أجله صحيحاً، سوف يبعث الربّ الطمأنينة إلى عقولنا (راجع المبادئ والعهود ٦‏:٢٢–٢٣). بهذه الطريقة، يمكننا أن نعرف ما إذا كان شخص آخر، وحتّى النبيّ، قد حصل على رؤيا. وقد طلب نافي مثلاً من الربّ أن يسمح له بأن يرى ويشعر ويعلم أنّ حلم أبيه كان حقيقيّاً (راجع ١ نافي ١٠‏:١٧–١٩).

هبة النبوّة (المبادئ والعهود ٤٦‏:٢٢)

إنّ الذين يحصلون على رؤى صحيحة حول الماضي أو الحاضر أو المستقبل يتمتّعون بهبة النبوّة. يملك الأنبياء هذه الهبة، ولكن يمكننا نحن أيضاً أن نحصل عليها لمساعدتنا على إدارة حياتنا الخاصة (راجع الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ١٤‏:٣٩). يمكن أن نحصل على رؤى من الله حول أنفسنا ودعواتنا الخاصة لكن لا يمكن أن نحصل على رؤى للكنيسة أو قادتها. فهو أمرٌ معاكسٌ للنظام الذي وضعه الله أن يحصل شخص ما على رؤيا لشخص آخر لا يرأسه. إذا كنّا نملك حقّاً هبة النبوّة لن نحصل على أي رؤى لا تتوافق مع ما قاله الربّ في النصوص المقدّسة.

هبة الشفاء (المبادئ والعهود ٤٦‏:١٩–٢٠)

يملك البعض الإيمان ليشفي، والبعض الآخر يملك الإيمان الكافي ليُشفى. يمكننا جميعاً أن نؤمن كي نُشفى عندما نمرض (راجع المبادئ والعهود ٤٢‏:٤٨). عدد كبير من حملة الكهنوت يتمتّع بهبة شفاء المرضى. وآخرون قد يُعطون المعرفة اللازمة لمعالجة الأمراض.

هبة عمل معجزات (المبادئ والعهود ٤٦‏:٢١)

لقد بارك الربّ شعبه مرّات عديدة بطرق عجائبيّة. عندما قام روّاد يوتاه بزرع المحاصيل الأولى. كادت موجة من الجراد تقضي عليها. صلّى الروّاد أن ينقذ الربّ محاصيلهم. فأرسل طيور النورس لالتهام الجراد. عندما نحتاج المساعدة ونطلبها بإيمان، إذا كان الأمر لصالحنا سيقوم الربّ بالمعجزات لنا (راجع متّى ١٧‏:٢٠؛ المبادئ والعهود ٢٤‏:١٣–١٤).

هبة الإيمان (موروني ١٠‏:١١)

كان أخو يارد يتمتّع بإيمان عظيم. وبفضل إيمانه حصل على هبات أخرى. كان إيمانه عظيماً لدرجة أنّ المخلّص ظهر له (راجع أثير ٣‏:٩–١٥). فمن دون إيمان، لا يمكن الحصول على أيّ هبة أخرى. وقد وعد موروني: ”كلّ من يؤمن بالمسيح بغير ارتياب فسوف ينال كلّ ما يسأله من الآب باسم المسيح“ (مورمون ٩‏:٢١). علينا أن نسعى إلى تعزيز إيماننا واكتشاف هباتنا واستعمالها.

بعض الأشخاص يفتقدون إلى الإيمان وينكرون وجود هبات الروح هذه. ويقول موروني لهم:

”وَمَرَّةً أُخْرَى أَتَكَلَّمُ إِلَيْكُمْ يَا مِنْ تَنْكَرُونَ رُؤَى ٱللهِ وَتَقُولُونَ إِنَّهَا قَدْ زَالَتْ وَإِنَّهُ لا تُوجَدُ رُؤًى وَلا نُبُوَّاتٌ وَلا عَطَايَا وَلا شِفَاءٌ وَلا ٱلتَّكَلُّمُ بِأَلْسِنَةٍ وَتَفْسِيرُهَا؛

”هأَنَذَا أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ يُنْكِرُ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ فَهُوَ لا يَعْرِفُ إِنْجِيلَ ٱلْمَسِيحِ؛ بَلْ وَلَمْ يَقْرَأِ ٱلْكُتُبَ ٱلْمُقَدَّسَةَ؛ حَتَّى إِذَا قَرَأَهَا فَلا يَفْهَمُهَا“ (مورمون ٩‏:٧–٨).

  • لماذا يمنحنا الربّ الهبات الروحية؟

يمكننا أن ننمّي هباتنا

قال الربّ: ”لأنّ الجميع لم يُعطَ كلّ المواهب؛ إذ توجد مواهب كثيرة، ويعطي روح الله كلّ إنسان موهبة. فللبعض تُعطى موهبة ما وللآخرين موهبة أخرى كي ينتفع الجميع“ (المبادئ والعهود ٤٦‏:١١–١٢).

من أجل تنمية هباتنا، علينا أن نكتشف ما هي الهبات التي نملكها. نقوم بذلك من خلال الصلاة والصوم. علينا أن نسعى وراء أفضل الهبات (راجع المبادئ والعهود ٤٦‏:٨). سوف تساعدنا بعض البركات البطريركية في معرفة ما هي الهبات الممنوحة إلينا.

علينا أن نكون مطيعين ومؤمنين كي نُمنح هباتنا. وعلينا بعدها أن نستعمل هذه الهبات للقيام بعمل الربّ. فالهبات لا تُمنح لإشباع فضولنا أو لإثبات أمرٍ ما لنا بسبب نقصٍ في إيماننا. ويقول الربّ عن الهبات الروحية: ”إنها توهب لمنفعة من يحبونني ويحفظون كلّ وصاياي ومن يسعون نحوها“ (المبادئ والعهود ٤٦‏:٩).

  • فكّر في بعض الهبات الروحية التي يمكن أن تقوّيك شخصيّاً أو تساعدك في خدمة الربّ والآخرين. ماذا ستفعل للسعي وراء هذه الهبات؟

الشيطان يقلّد هبات الروح

  • كيف يمكن التمييز بين الهبات الحقيقية للروح وتقليد الشيطان؟

يمكن للشيطان أن يقلّد هبات الألسنة والنبوّة والرؤى والشفاء ومعجزات أخرى. كان على موسى أن ينافس تقليد الشيطان في بلاط فرعون (راجع الخروج ٧‏:٨–٢٢). يريد الشيطان أن نؤمن بأنبيائه الزائفين، وشافيه الزائفين، وعاملي المعجزات الزائفين. قد يبدون لنا حقيقيّين لدرجة أنّ الطريقة الوحيدة للمعرفة هي طلب هبة التمييز من الله. الشيطان نفسه يمكن أن يظهر كملاك من نور (راجع ٢ نافي ٩‏:٩).

يريد الشيطان أن يخفي عنّا الحقيقة ويمنعنا عن السعي إلى هبات الروح الحقيقية. الوسطاء والمنجمون والعرّافون والسحرة يستوحون من الشيطان حتّى ولو ادّعوا اتّباع الله. أعمالهم مكروهة من الربّ (راجع إشعياء ٤٧‏:١٢–١٤؛ التثنية ١٨‏:٩–١٠). علينا أن نتفادى أي علاقات مع قوى الشيطان.

يجب أن نكون يقظين في ما يتعلّق بهبات الروح التي نتسلّمها

  • كيف يمكننا احترام قدسيّة الهبات الروحية؟

يقول الربّ: ”ولكنّي أوصيهم بألّا يفتخروا بأنفسهم بشأن هذه الأمور وألّا يتحدّثوا عنها أمام العالم؛ لأنّها أُعطيت لكم أنتم لخيركم وخلاصكم“ (المبادئ والعهود ٨٤‏:٧٣). علينا التذكّر أنّ الهبات الروحيّة مقدّسة (راجع المبادئ والعهود ٦‏:١٠).

في مقابل إعطائنا هذه الهبات، يطلب الربّ أن نقدّم ”الشكر لله بالروح من أجل أي بركة [باركنا] بها“ (المبادئ والعهود ٤٦‏:٣٢).

نصوص مقدّسة إضافية