المكتبة
الفصل الثامن والعشرون: الخدمة


”الفصل الثامن والعشرون: الخدمة،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)

”الفصل الثامن والعشرون،“ مبادئ الإنجيل

الفصل الثامن والعشرون

الخدمة

صورة
المسيح يغسل أقدام الرسل

كيف يمكننا أن نخدم

  • فكّر في طريق خدمك فيها الناس أنت وأفراد عائلتك.

قال يسوع: ”أنا بينكم كالذي يخدم“ (لوقا ٢٢‏:٢٧). وكأتباع حقيقيّين ليسوع، علينا نحن أيضاً أن نخدم الآخرين.

الخدمة هي مساعدة الآخرين الذين يحتاجون إلى المساعدة. تنشأ الخدمة الشبيهة بخدمة المسيح من الحبّ الحقيقي للمخلّص ومن الحبّ والاهتمام لأولئك الذين يعطينا الفرص والإرشاد لنساعدهم. الحبّ هو أكثر من شعور؛ عندما نحبّ الآخرين، نريد أن نساعدهم.

علينا كلّنا أن نكون مستعدّين للخدمة، مهما كان مدخولنا أو عمرنا أو مركزنا الاجتماعي. يعتقد بعض الناس أنّ الفقراء والبسطاء هم وحدهم الذين يتعيّن عليهم الخدمة. ويعتقد ناس آخرون أنّ الخدمة يجب أن يقدّمها الأثرياء دون سواهم. غير أنّ يسوع علّم عكس ذلك. عندما طلبت منه أمّ اثنين من تلاميذه أن يكرّم ابنيها في ملكوته، أجاب يسوع: ”مَن أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً، ومن أراد أن يكون فيكم أوّلاً فليكن لكم عبداً“ (متّى ٢٠‏:٢٦–٢٧).

ثمّة طرق كثيرة للخدمة. يمكننا أن نساعد الآخرين اقتصاديّاً واجتماعيّاً وجسديّاً وروحيّاً. يمكننا مثلاً أن نشارك الطعام أو أموراً أخرى مع من يحتاجون إليها. وأن نساعد المعوزين من خلال التبرّع بعطاء صوم سخي. يمكننا أن نصبح أصدقاء لأشخاص جدد بيننا. وأن نعتني بحديقة شخص عجوز أو نهتمّ بشخص مريض. كما يمكننا أن نعلّم الإنجيل لشخص يحتاج إلى الحقيقة أو نعزّي شخصاً حزيناً.

يمكننا أن نقوم بأعمال خدمة صغيرة وكبيرة. يجب ألّا نمتنع أبداً عن مساعدة شخص ما لأنّنا لا نستطيع القيام بأعمال عظيمة. تحدّثت أرملة عن ولدين زاراها بعد انتقالها إلى بلدة جديدة بوقت قصير. أحضر لها الولدان سلّة غداء ورسالة دُوِّن عليها: ”إن احتجتِ إلى من يقوم بشراء الحاجيات من أجلك، اتّصلي بنا.“ سُرّت الأرملة بالعمل اللطيف البسيط ولم تنسه أبداً.

غير أنّه يتعيّن علينا أحياناً أن نضحّي كثيراً لنخدم شخصاً ما. فالمخلّص وهب حياته في خدمتنا.

  • فكّر في أشخاص من عائلتك أو مجتمعك هم من المحتاجين اقتصاديّاً أو اجتماعيّاً أو جسديّاً أو روحيّاً. فكّر في أمور يمكنك القيام بها لتخدمهم.

لمَ يريدنا المخلّص أن نخدم الآخرين

  • لمَ يريدنا الربّ أن نخدم الآخرين؟

من خلال خدمة الرجال والنساء والفتيان والفتيات، يتمّ عمل الله. شرح الرئيس سبنسر كمبل قائلاً: ”الله يلاحظنا وهو يسهر علينا. غير أنّه يلبّي حاجاتنا عادة من خلال شخص آخر“ (Teachings of Presidents of the Church: Spencer W. Kimball [٢٠٠٦]، ٨٢).

طوال حايتنا نعتمد جميعنا على الآخرين للمساعدة. عندما كنّا أطفالاً أطعمنا أهلنا وألبسونا واهتمّوا بنا. من دون هذا الاهتمام كنّا لنموت. وعندما كبرنا علّمنا ناس آخرون المهارات والسلوك. واحتاج الكثيرون من بينننا إلى العناية التمريضيّة خلال مرض ما أو إلى المال خلال أزمة ماليّة. لكنّ بعضنا يطلب من الله أن يبارك الناس الذين يعانون ومن ثمّ لا يقومون بشيء من أجلهم. علينا أن نتذكّر أنّ الله يعمل من خلالنا.

عندما نساعد بعضنا البعض نخدم الله. قام الملك بنيامين، وهو ملك عظيم عاش في زمن كتاب مورمون، بتعليم شعبه هذا المبدأ من خلال الطريقة التي عاش بها. فقد خدم قومه طوال حياته، وكان يكسب عيشه بدلاً من الاعتماد عليهم. وفي عظة مُلهَمة شرح لمَ أحبّ الخدمة، قال:

”حِينَمَا تَخْدِمُونَ إِخْوَتَكُمْ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ فَأَنْتُمْ لا تَخْدِمُونَ إِلا إِلهَكُمْ.…

”وَإِذَا كُنْتُ أَنَا ٱلَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكًا أَعْمَلُ لِخِدْمَتِكُمْ إِذَنْ أَفَلا يَجِبُ أَنْ تَخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا؟“ (موصايا ٢‏:١٧–١٨).

  • ما الذي يمكننا القيام به لنكون مستعدّين لتلبية حاجات الآخرين؟

نتلقّى البركات من خلال الخدمة

  • ما هي البركات التي نتلقّاها من خلال خدمة الآخرين؟

عندما نخدم الآخرين نكتسب بركات مهمّة. من خلال الخدمة نزيد من قدرتنا على الحبّ. ونصبح أقلّ أنانيّة. عندما نفكّر في مشاكل الآخرين تبدو لنا مشاكلنا أقلّ صعوبة. علينا أن نخدم الآخرين لنكسب الحياة الأبديّة. قال الله إنّ أولئك الذين يعيشون معه عليهم أن يحبّوا أبناءه ويخدموهم (راجع متّى ٢٥‏:٣٤–٤٠).

عندما نتأمّل في حياة الأشخاص الذين يخدمون من دون أنانيّة، يمكننا أن نرى أنّهم يكسبون أكثر ممّا يقدّمون. ومن بين هؤلاء أحد قدّيسي الأيّام الأخيرة المدعو بول والذي شُلّت ساقاه في حادث. لكان البعض أصبحوا حزانى وغير نافعين، غير أنّ بول اختار أن يفكّر في الآخرين بدلاً من ذلك. تعلّم مهنة وجنى مالاً كافياً لشراء منزل. وأمّن فيه، هو وزوجته، مأوىً للكثيرين من الأولاد المشرّدين والمنبوذين. وكان بعضهم مصاباً بإعاقات شديدة. وخدم هؤلاء الأطفال وغيرهم حتّى وفاته، أي بعد عشرين سنة. في المقابل، تلقّى حبّاً عظيماً وتحوّلت أفكاره عن رجليه المشلولتين. وتقرّب من الله.

قال الرئيس سبنسر و. كمبل: ”نصبح أكثر تعمّقاً عندما نخدم الآخرين—فعلاً، يصبح من الأسهل لنا أن ‘نجد’ أنفسنا فثمّة الكثير منّا يتعيّن علينا إيجاده!“ (Teachings of Presidents of the Church: Spencer W. Kimball، ٨٥–٨٦).

فرص الخدمة

يخدم بعضنا الأشخاص الذين يستمتع برفقتهم فقط ويتحاشى جميع الآخرين. غير أنّ يسوع أوصانا بأن نحبّ الجميع ونخدمهم. وفرص الخدمة كثيرة (راجع موصايا ٤‏:١٥–١٩).

يمكننا أن نخدم أفراداً من عائلاتنا. على كلّ من الزوج والزوجة أن يعي حاجات الآخر. على الأهل ألّا يخدموا أولادهم بإطعامهم وإلباسهم فحسب بل أيضاً بتعليمهم واللعب والعمل معهم. يمكن للأولاد أن يخدموا من خلال مشاركتهم في الأعمال المنزليّة ومن خلال مساعدتهم الإخوة والأخوات.

يخدم الأزواج والزوجات ويساعدون بعضهم بعضاً. يمكنهم أن يتساعدوا في الاعتناء بالأولاد وأن يدعموا بعضهم بعضاً في مصالحهم واهتماماتهم الشخصيّة. يمكن أن يضحّي أب وأمّ لإرسال ولدهما في بعثة تبشيريّة. ويمكن لأخ أكبر أن يشجّع أخته الصغيرة التي تخاف من الظلمة أو يساعدها على تعلّم القراءة. لقد قال لنا أنبياؤنا إنّ العائلة هي الوحدة الأهمّ في المجتمع. علينا أن نخدم عائلاتنا جيّداً (راجع موصايا ٤‏:١٤–١٥).

أمامنا فرص كثيرة لخدمة جيراننا وأصدقائنا وحتّى الغرباء. إن كان أحد الجيران يواجه صعوبة في حصد الغلال قبل العاصفة، يمكننا أن نساعده. إن كانت أمّ مريضة، يمكننا أن نعتني بأولادها أو نساعد في أعمالها المنزليّة. إن كان أحد الشبّان يبتعد عن الكنيسة، يمكننا أن نقوده للعودة إليها. إن تعرّض أحد الأولاد للسخرية، يمكننا أن نتقرّب منه ونقنع الآخرين بأن يكونوا لطفاء معه. لا نحتاج إلى معرفة الناس الذين نخدمهم. علينا أن نبحث عن طرق لنخدم أكبر عدد ممكن من أبناء أبينا السماويّ.

إن كنّا نتمتّع بمواهب مميّزة، علينا أن نوظّفها لخدمة الآخرين. يباركنا الله بمواهب وقدرات لنساعد على تحسين حياة الآخرين.

الفرص متاحة أمامنا للخدمة في الكنيسة. إنّ أحد أهداف تنظيم الكنيسة هو إتاحة الفرص أمامنا لمساعدة بعضنا البعض. يخدم أعضاء الكنيسة من خلال قيامهم بالعمل التبشيري وقبول المهام القياديّة وزيارة أعضاء الكنيسة الآخرين وتعليم الصفوف والقيام بأعمال أخرى في إطار الكنيسة. في كنيسة يسوع المسيح لقدّيسي الأيّام الأخيرة، ما من رجال دين يتقاضون أجراً، لذا يتعيّن على الأعضاء العاديّين أن يقوموا بنشاطات الكنيسة كلّها.

  • كيف يمكننا أن نخصّص وقتاً كافياً لعائلتنا، على الرغم من الفرص الكثيرة المتاحة أمامنا للخدمة في الكنيسة والمجتمع؟

يسوع المسيح هو المثال الأمثل على الخدمة

  • ما هي بعض قصص النصوص المقدّسة المفضّلة لديك والتي يقدّم فيها المخلّص مثالاً على الخدمة؟

لقد قدّم المخلّص المثال الأمثل على الخدمة. وشرح أنّه لم يأتِ إلى الأرض ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه عنّا (راجع متّى ٢٠‏:٢٨).

يسوع المسيح يحبّنا جميعنا بما يفوق قدرتنا على الفهم. عندما كان على الأرض خدم الفقراء والجهلة والخطأة والمكروهين. وعلّم الإنجيل لجميع الذين أصغوا وأطعم جماعات من الناس الجياع الذين أتوا لسماعه وشفى المرضى وأقام الموتى.

هو خالق الأرض ومخلّصنا ومع ذلك فقد قام بأعمال خدمة متواضعة كثيرة. وقبل صلبه بقليل، التقى تلاميذه. وبعد أن علّمهم، حمل مغسلاً ومنشفة وغسل أرجلهم (راجع يوحنّا ١٣‏:٤–١٠؛ راجع أيضاً الصورة في هذا الفصل). في تلك الأيّام، كان غسل رجلي الزائر رمزاً للاحترام وغالباً ما كان يقوم به الخدم. وقام يسوع بذلك كمثال عن الخدمة والحبّ. عندما نخدم الآخرين طوعاً بروح من الحبّ، نصبح أكثر شبهاً بالمسيح.

  • ما الذي نستطيع تعلّمه من مثال المخلّص على الخدمة؟

نصوص مقدّسة إضافيّة