النصوص المقدّسة
موروني ٧


الإصحاح السابع

دعوة للدخول إلى راحة الرب—صلوا بنية صادقة—روح المسيح يُمكِّن الناس من معرفة الخير من الشر—يقنع الشيطان الناس بإنكار المسيح وفعل الشر—يعلن الأنبياء عن مجيء المسيح—بالإيمان تحدث المعجزات وتخدم الملائكة الناس—ينبغي على الناس أن يرجوا الحياة الأبدية وأن يتمسكوا بالمحبة. حوالي ٤٠١–٤٢١ م.

١ وَالْآنَ أَنا، موروني، أَكْتُبُ بِضْعًا مِنْ كَلِماتِ أَبي، مورْمونَ، بِشَأْنِ الْإيمانِ وَالرَّجاءِ وَالْمَحَبَّةِ؛ لِأَنَّهُ عَلى هٰذا النَّحْوِ كَلَّمَ النّاسَ وَهُوَ يُعَلِّمُهُمْ في بَيْتِ عِبادَتِهِمْ الَّذي شَيَّدوهُ مَكانًا لِلْعِبادَةِ.

٢ وَالْآنَ أَنا، مورْمونُ، أَتَحَدَّثُ إِلَيْكُمْ، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، وَقَدْ سُمِحَ لي أَنْ أَتَحَدَّثَ إِلَيْكُمْ في هٰذا الْوَقْتِ بِفَضْلِ نِعْمَةِ اللّٰهِ الْآبِ وَرَبِّنا يَسوعَ الْمَسيحِ وَإِرادَتِهِ الْمُقَدَّسَةِ، وَبِسَبَبِ هِبَةِ الْمَسيحِ الَّذي دَعاني إِلى خِدْمَتِهِ.

٣ لِذٰلِكَ، أَوَدُّ أَنْ أَتَحَدَّثَ إِلَيْكُمْ، يا مَنْ تَنْتَمونَ إِلى الْكَنيسَةِ، أَنْتُمْ أَتْباعُ الْمَسيحِ الْمُسالِمونَ، وَالَّذينَ أَصْبَحَ عِنْدَكُمْ رَجاءٌ كافٍ يُمَكِّنُكُمْ مِنَ الدُّخولِ إِلى راحَةِ الرَّبِّ مِنَ الْآنَ فَصاعِدًا حَتّى تَرْتاحوا مَعَهُ في السَّماءِ.

٤ فَإِنّي أَعْرِفُ هٰذِهِ الْأُمورَ عَنْكُمْ، يا إِخْوَتي، بِسَبَبِ سُلوكِكُمُ السَّلْمِيِّ مَعَ أَبْناءِ الْبَشَرِ.

٥ فَإِنَّني أَتَذَكَّرُ كَلامَ اللّٰهِ الْقائِلَ: مِنْ أَعْمالِهِمْ تَعْرِفونَهُمْ؛ فَإِنْ كانَتْ أَعْمالُهُمْ صالِحَةً فَإِنَّهُمْ يَكونونَ صالِحينَ أَيْضًا.

٦ فَقَدْ قالَ اللّٰهُ إِنَّ الْإِنْسانَ الشِّرّيرَ لا يَسْتَطيعُ أَنْ يَفْعَلَ الْخَيْرَ؛ لِأَنَّهُ إِنْ قَدَّمَ تَقْدِمَةً، أَوْ صَلّى إِلى اللّٰهِ، إِلّا إِنْ كانَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ، فَلَنْ يَنْفَعَهُ ذٰلِكَ شَيْئًا.

٧ لِأَنَّهُ لا يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا.

٨ لِأَنَّهُ إِنْ أَعْطى إِنْسانٌ شِرّيرٌ عَطِيَّةً، فَإِنَّهُ يَفْعَلُ ذٰلِكَ عَلى مَضَضٍ؛ لِذٰلِكَ تُحْسَبُ لَهُ كَما لَوْ أَنَّهُ احْتَفَظَ بِالْعَطِيَّةِ لِنَفْسِهِ؛ لِذٰلِكَ فَإِنَّهُ يُحْسَبُ شِرّيرًا أَمامَ اللّٰهِ.

٩ وَكَذٰلِكَ أَيْضًا يُحْسَبُ لِلْإِنْسانِ شَرًّا إِنْ صَلّى بِغَيْرِ نِيَّةٍ صادِقَةٍ في الْقَلْبِ؛ أَجَلْ، وَلا يَنْفَعُهُ ذٰلِكَ شَيْئًا، لِأَنَّ اللّٰهَ لا يَقْبَلُ مِثْلَ هٰؤُلاءِ.

١٠ لِذٰلِكَ، فَإِنَّ الْإِنْسانَ الَّذي يَكونُ شِرّيرًا لا يَسْتَطيعُ أَنْ يَفْعَلَ الْخَيْرَ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ عَطِيَّةً جَيِّدَةً.

١١ فَإِنَّ الْيَنْبوعَ الْمُرَّ لا يُمْكِنُهُ أَنْ يُخْرِجَ ماءً عَذْبًا؛ وَلا يُمْكِنُ لِلْيَنْبوعِ الصّالِحِ أَنْ يُخْرِجَ ماءً مُرًّا؛ لِذٰلِكَ فَإِنَّ الْإِنْسانَ الَّذي يَكونُ خادِمًا لِإِبْليسَ لا يَسْتَطيعُ أَنْ يَتَّبِعَ الْمَسيحَ؛ وَإِذا اتَّبَعَ الْمَسيحَ فَلا يَسْتَطيعُ أَنْ يَكونَ خادِمًا لِإِبْليسَ.

١٢ لِذٰلِكَ، كُلُّ ما هُوَ صالِحٌ يَأْتي مِنَ اللّٰهِ؛ وَكُلُّ ما هُوَ شِرّيرٌ يَأْتي مِنْ إِبْليسَ؛ لِأَنَّ إِبْليسَ عَدُوٌّ لِلّٰهِ، وَيُحارِبُهُ بِاسْتِمْرارٍ، وَيَدْعو النّاسَ وَيَجْذِبُهُمْ لِلْخَطيئَةِ وَلِفِعْلِ كُلِّ ما هُوَ شِرّيرٌ بِاسْتِمْرارٍ.

١٣ وَلٰكِنَّ ما هُوَ مِنْ عِنْدَ اللّٰهِ يَدْعو النّاسَ وَيَجْذِبُهُمْ لِفِعْلِ الْخَيْرِ بِاسْتِمْرارٍ؛ لِذٰلِكَ، فَكُلُّ ما يَدْعو النّاسَ وَيَجْذِبُهُمْ لِفِعْلِ الْخَيْرِ وَمَحَبَّةِ اللّٰهِ وَخِدْمَتِهِ فَإِنَّهُ موحًى بِهِ مِنَ اللّٰهِ.

١٤ لِذٰلِكَ انْتَبِهوا، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، بِأَلّا تَحْكُموا عَلى ما هُوَ شِّرّيرٌ بِأَنَّهُ مِنْ عِنْدَ اللّٰهِ، أَوْ ما هُوَ خَيْرٌ وَمِنْ عِنْدَ اللّٰهِ عَلى أَنَّهُ مِنْ عِنْدَ إِبْليسَ.

١٥ فَإِنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ، يا إِخْوَتي، أَنْ تَحْكُموا كَيْ تَعْرِفوا الْخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ؛ وَطَريقَةُ الْحُكْمِ واضِحَةٌ، فَتَعْرِفونَ الْفَرْقَ بَيْنَهُما مَعْرِفَةً كامِلَةً، مِثْلَ الْفَرْقِ بَيْنَ ضَوْءِ النَّهارِ وَظَلامِ اللَّيْلِ.

١٦ فَإِنَّ روحَ الْمَسيحِ قَدْ أُعْطِيَ لِكُلِّ إِنْسانٍ لِكَيْ يَعْرِفَ الْخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ؛ فَهٰكَذا أُبَيِّنُ لَكُمْ طَريقَةَ الْحُكْمِ؛ لِأَنَّ كُلَّ ما يَدْعو إِلى فِعْلِ الْخَيْرِ وَيُقْنِعُ بِالْإيمانِ بِالْمَسيحِ فَهُوَ مُرْسَلٌ بِقُوَّةِ الْمَسيحِ وَهِبَتِهِ؛ لِذٰلِكَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَعْرِفوا مَعْرِفَةً كامِلَةً بِأَنَّهُ مِنْ عِنْدَ اللّٰهِ.

١٧ لٰكِنَّ كُلَّ ما يُقْنِعُ الْإِنْسانَ بِفِعْلِ الشَّرِّ وَعَدَمِ الْإيمانِ بِالْمَسيحِ وَإِنْكارِهِ وَعَدَمِ خِدْمَةِ اللّٰهِ، فَاعْلَموا عِلْمًا تامًّا أَنَّهُ مِنْ عِنْدَ إِبْليسَ؛ لِأَنَّ إِبْليسَ يَعْمَلُ عَلى هٰذا النَّحْوِ، فَهُوَ لا يُقْنِعُ إِنْسانًا بِفِعْلِ الْخَيْرِ، لا، لا يُقْنِعُ أَحَدًا أَبَدًا، لا هُوَ وَلا مَلائِكَتُهُ وَلا الَّذينَ يَخْضَعونَ لَهُ.

١٨ وَالْآنَ، يا إِخْوَتي، وَقَدْ عَرَفْتُمُ النّورَ الَّذي يَجِبُ أَنْ تَحْكُموا بِهِ، وَهُوَ نورُ الْمَسيحِ، تَأَكَّدوا مِنْ أَنَّكُمْ لا تَحْكُمونَ بِالْباطِلِ؛ لِأَنَّكُمْ بِنَفْسِ الدَّيْنونَةِ الَّتي بِها تَدينونَ، تُدانونَ أَيْضًا.

١٩ لِذٰلِكَ أُناشِدُكُمْ، يا إِخْوَتي، بِأَنْ تَبْحَثوا بِاجْتِهادٍ مُسْتَنيرينَ بِنورِ الْمَسيحِ حَتّى تَعْرِفوا الْخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ؛ وَإِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ صالِحٍ، وَلَمْ تُدينوهُ، فَسَتَكونونَ بِالتَّأْكيدِ أَبْناءَ الْمَسيحِ.

٢٠ وَالْآنَ، يا إِخْوَتي، كَيْفَ تَسْتَطيعونَ أَنْ تَتَمَسَّكوا بِكُلِّ شَيْءٍ صالِحٍ؟

٢١ وَالْآنَ نَصِلُ إِلى مَوْضوعِ الْإيمانِ الَّذي قُلْتُ أَنَّني سَأَتَحَدَّثُ عَنْهُ؛ وَسَأُخْبِرُكُمْ بِالطَّريقَةِ الَّتي يُمْكِنُكُمْ مِنْ خِلالِها أَنْ تَتَمَسَّكوا بِكُلِّ شَيْءٍ صالِحٍ.

٢٢ فَإِنَّ اللّٰهَ، وَهُوَ عَليمٌ بِكُلِّ ْشَيْءٍ، وَهُوَ كائِنٌ مِنَ الْأَزَلِ إِلى الْأَبَدِ، قَدْ أَرْسَلَ مَلائِكَةً لِخِدْمَةِ أَبْناءِ الْبَشَرِ وَلِإِعْلانِ مَجيءِ الْمَسيحِ؛ وَفي الْمَسيحِ سَيَأْتي كُلُّ شَيْءٍ صالِحٍ.

٢٣ وَقَدْ أَعْلَنَ اللّٰهُ أَيْضًا لِلْأَنْبِياءِ، بِلِسانِهِ، أَنَّ الْمَسيحَ سَيَأْتي.

٢٤ وَقَدْ أَعْلَنَ لِأَبْناءِ الْبَشَرِ أُمورًا صالِحَةً بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ؛ وَكُلُّ ما هُوَ صالِحٌ يَأْتي مِنَ الْمَسيحِ؛ وَإِلّا لَكانَ الْبَشَرُ في حالَةٍ مِنَ الضَّلالِ؛ وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ أَيُّ شَيْءٍ صالِحٍ.

٢٥ لِذٰلِكَ، عَنْ طَريقِ خِدْمَةِ الْمَلائِكَةِ، وَبِكُلِّ كَلِمَةٍ تَصْدُرُ مِنْ فَمِ اللّٰهِ، بَدَأَ الْبَشَرُ يُمارِسونَ الْإيمانَ بِالْمَسيحِ؛ وَهٰكَذا بِالْإيمانِ تَمَسَّكوا بِكُلِّ شَيْءٍ صالِحٍ؛ وَهٰكَذا كانَ الْأَمْرُ حَتّى مَجيءِ الْمَسيحِ.

٢٦ وَبَعْدَ أَنْ جاءَ الْمَسيحُ خَلَصَ النّاسُ أَيْضًا عَنْ طَريقِ الْإيمانِ بِاسْمِهِ؛ وَبِالْإيمانِ يَصيرونَ أَبْناءَ اللّٰهِ. وَأُقْسِمُ بِحَياةِ الْمَسيحِ أَنَّهُ كَلَّمَ آباءَنا بِهٰذِهِ الْكَلِماتِ، قائِلًا: كُلُّ ما تَطْلُبونَهُ بِالْإيمانِ مِنَ الْآبِ بِاسْمي، مُؤْمِنينَ بِأَنَّكُمْ سَتَنالونَهُ، فَهُوَذا يَكونُ لَكُمْ، إِنْ كانَ صالِحًا.

٢٧ لِذٰلِكَ، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، أَتَوَقَّفَتِ الْمُعْجِزاتُ لِأَنَّ الْمَسيحَ قَدْ صَعِدَ إِلى السَّماءِ وَجَلَسَ عَلى يَمينِ اللّٰهِ مُطالِبًا الْآبَ بِحَقِّهِ في طَلَبِ الرَّحْمَةِ لِأَبْناءِ الْبَشَرِ؟

٢٨ فَقَدْ حَقَّقَ غاياتِ الشَّريعَةِ وَهُوَ يَطالِبُ بِكُلِّ أولٰئِكَ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِهِ؛ وَأولٰئِكَ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِهِ سَوْفَ يَتَمَسَّكونَ بِكُلِّ شَيْءٍ صالِحٍ؛ لِذٰلِكَ فَإِنَّهُ يَشْفَعُ لِأَجْلِ أَبْناءِ الْبَشَرِ؛ وَهُوَ يَسْكُنُ إِلى الْأَبَدِ في السَّماواتِ.

٢٩ وَلِأَنَّهُ فَعَلَ هٰذا، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، أَتَوَقَّفَتِ الْمُعْجِزاتُ؟ ها أَنا أَقولُ لَكُمْ: كَلّا؛ وَلَمْ يَتَوَقَّفِ الْمَلائِكَةُ عَنْ خِدْمَةِ أَبْناءِ الْبَشَرِ.

٣٠ فَإِنَّهُمْ خاضِعونَ لَهُ لِيَخْدِموا حَسَبَ كَلِمَةِ أَمْرِهِ، مُظْهِرينَ أَنْفُسَهُمْ لِذَوي الْإيمانِ الْقَوِيِّ والذِّهْنِ الْمُنْصَبِّ عَلى كُلِّ أَشْكالِ التَّقْوى.

٣١ وَمَهَمَّتُهُمْ في الْخِدْمَةِ هِيَ دَعْوَةُ النّاسِ إِلى التَّوْبَةِ وَتَنْفيذُ عُهودِ الْآبِ الَّتي قَطَعَها مَعَ أَبْناءِ الْبَشَرِ وَعَمَلُ ما تَتَطَلَّبُهُ لِإِعْدادِ الطَّريقِ بَيْنَ أَبْناءِ الْبَشَرِ مِنْ خِلالِ إِعْلانِ كَلِمَةِ الْمَسيحِ لِمُخْتاري الرَّبِّ، فَيَكونونَ شُهودًا لَهُ.

٣٢ وَمِنْ خِلالِ الْقِيامِ بِذٰلِكَ، يُعِدُّ السَّيِّدُ الرَّبُّ الطَّريقَ حَتّى يَتَمَكَّنَ بَقِيَّةُ الْبَشَرِ مِنَ الْإيمانِ بِالْمَسيحِ، حَتّى يَكونَ لِلرّوحِ الْقُدُسِ مَكانٌ في قُلوبِهِمْ حَسَبَ قُدْرَتِهِ؛ وَبِهٰذِهِ الطَّريقَةِ يُحَقِّقُ الْآبُ الْعُهودَ الَّتي قَطَعَها لِأَبْناءِ الْبَشَرِ.

٣٣ وَقالَ الْمَسيحُ: إِنْ كانَ لَدَيْكُمْ إيمانٌ بي، فَإِنَّهُ يَكونُ لَدَيْكُمُ الْقُدْرَةُ عَلى فِعْلِ كُلِّ ما يُرْضيني.

٣٤ وَقالَ: توبوا يا جَميعَ أَطْرافِ الْأَرْضِ وَتَعالَوْا إِلَيَّ وَاعْتَمِدوا بِاسْمي وَآمِنوا بي لِتَخْلُصوا.

٣٥ فَيا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، إِذا كانَتْ هٰذِهِ الْأُمورُ الَّتي تَحَدَّثْتُ بِها إِلَيْكُمْ هِيَ حَقًّا، وَسَيُظْهِرُ لَكُمُ اللّٰهُ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ عَظيمَيْنِ في الْيَوْمِ الْأَخيرِ أَنَّها حَقٌّ، وإِنْ كانَتْ حَقًّا، فَهَلِ انْتَهى يَوْمُ الْمُعْجِزاتِ؟

٣٦ أَوْ هَلْ تَوَقَّفَتِ الْمَلائِكَةُ عَنِ الظُّهورِ لِأَبْناءِ الْبَشَرِ؟ أَوْ هَلْ قَطَعَ اللّٰهُ عَنْهُمْ قُوَّةَ الرّوحِ الْقُدُسِ؟ أَوْ هَلْ سَيَفْعَلُ ذٰلِكَ ما دامَ الزَّمَنُ باقِيًا أَوْ ما دامَتِ الْأَرْضُ قائِمَةً أَوْ ما دامَ يوجَدُ إِنْسانٌ واحِدٌ عَلى وَجْهِها لِيَخْلُصَ؟

٣٧ ها أَنا أَقولُ لَكُمْ: كَلّا؛ لِأَنَّهُ بِالْإيمانِ تَتِمُّ الْمُعْجِزاتُ؛ وَبِالْإيمانِ تَظْهَرُ الْمَلائِكَةُ لِأَبْناءِ الْبَشَرِ وَتَخْدِمُهُمْ؛ لِذٰلِكَ، إِنْ تَوَقَّفَتْ هٰذِهِ الْأُمورُ فَوَيْلٌ لِأَبْناءِ الْبَشَرِ، حَيْثُ أَنَّ هٰذا سَيَحْدُثُ بِسَبَبِ عَدَمِ الْإيمانِ، وَيَكونُ كُلُّ شَيْءٍ هَباءً.

٣٨ لِأَنَّهُ لا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يَخْلُصَ، وَفْقًا لِكَلِماتِ الْمَسيحِ، ما لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِهِ؛ لِذٰلِكَ إِذا تَوَقَّفَتْ هٰذِهِ الْأُمورُ، تَوَقَّفَ الْإيمانُ أَيْضًا؛ وَيا لَها مِنْ حالَةٍ مُريعَةٍ للْبَشَرِ، فَإِنَّهُمْ سَيَكونونَ كَما لَوْ أَنَّهُ لَمْ يَحْدُثْ أَيُّ فِداءٍ.

٣٩ لٰكِنَّني، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، أَرى أَنَّكُمْ أَفْضَلُ مِنْ ذٰلِكَ، فَإِنَّني أَرى أَنَّ لَدَيْكُمْ إيمانًا بِالْمَسيحِ بِسَبَبِ وَداعَتِكُمْ؛ لِأَنَّهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ إيمانٌ بِهِ فَإِنَّكُمْ لا تَكونونَ أَهْلًا لِأَنْ تُحْصَوْا بَيْنِ شَعْبِ كَنيسَتِهِ.

٤٠ وَأَيْضًا، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، أَرْغَبُ في أَنْ أَتَحَدَّثَ إِلَيْكُمْ عَنِ الرَّجاءِ. كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَبْلُغوا الْإيمانَ ما لَمْ يَكُنْ عِنْدَكُمْ رَجاءٌ؟

٤١ وَما عَساكُمْ أَنْ تَرْجوا؟ إِنّي أَقولُ لَكُمْ إِنَّكُمْ سَتَرْجونَ، بِواسِطَةِ كَفّارَةِ الْمَسيحِ وَقُوَّةِ قِيامَتِهِ، أَنْ تَقوموا إِلى الْحَياةِ الْأَبَدِيَّةِ، وَذٰلِكَ بِسَبَبِ إيمانِكُمْ بِهِ وَفْقًا لِوَعْدِهِ.

٤٢ لِذٰلِكَ إِذا كانَ لَدى الْإِنْسانِ إيمانٌ فَلا بُدَّ أَنْ يَكونَ لَدَيْهِ رَجاءٌ؛ لِأَنَّهُ بِدونِ الْإيمانِ لا يُمْكِنُ أَنْ يَكونَ هُناكَ أَيُّ رَجاءٍ.

٤٣ وَأَقولُ لَكُمْ أَيْضًا إِنَّهُ لا يُمْكِنُ أَنْ يَكونَ لدى الْإِنْسانِ إيمانٌ وَرَجاءٌ ما لَمْ يَكُنْ وَديعًا وَمُتَواضِعَ الْقَلْبِ.

٤٤ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ وَديعًا وَمُتَواضِعَ الْقَلْبِ فَإِنَّ إيمانَهُ وَرَجاءَهُ بِلا جَدْوى، لِأَنَّ اللّٰهَ لا يَقْبَلُ أَحَدًا إِلّا إِنْ كانَ وَديعًا وَمُتَواضِعَ الْقَلْبِ؛ وَإِنْ كانَ الْإِنْسانُ وَديعًا وَمُتَواضِعَ الْقَلْبِ، وَاعْتَرَفَ بِقُوَّةِ الرّوحِ الْقُدُسِ أَنَّ يَسوعَ هُوَ الْمَسيحُ، فَلا بُدَّ أَنْ تَكونَ لَدَيْهِ مَحَبَّةٌ؛ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَدَيْهِ مَحَبَّةٌ فَهُوَ لا شَيْءَ؛ لِذٰلِكَ فَلا بُدَّ أَنْ تَكونَ لَدَيْهِ مَحَبَّةٌ.

٤٥ وَالْمَحَبَّةُ تَصْبِرُ طَويلًا، وَهِيَ لَطيفَةٌ، وَلا تَحْسُدُ، وَلا تَزْهو، وَلا تَسْعى لِمَصْلَحَتِها الْخاصَّةِ، وَلا تُسْتَفَزُّ سَريعًا، وَلا تَنْسِبُ الشَّرَّ لِأَحَدٍ، وَلا تَفْرَحُ بِالْإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ.

٤٦ لِذٰلِكَ، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، إِذا لَمْ يَكُنْ لَدَيْكُمْ مَحَبَّةٌ فَأَنْتُمْ لا شَيْءَ لِأَنَّ الْمَحَبَّةَ لا تَزولُ أَبَدًا. لِذٰلِكَ تَمَسَّكوا بِالْمَحَبَّةِ الَّتي هِيَ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ لِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ زائِلٌ لا مَحالَةَ—

٤٧ لٰكِنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مَحَبَّةُ الْمَسيحِ الْخالِصَةُ، وَهِيَ تَدومُ إِلى الْأَبَدِ؛ وَكُلُّ مَنْ توجَدُ لَدَيْهِ مَحَبَّةٌ في الْيَوْمِ الْأَخيرِ فَطوبى لَهُ.

٤٨ لِذٰلِكَ، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، صَلّوا إِلى الْآبِ بِكُلِّ ما في قُلوبِكُمْ مِنْ قُوَّةٍ لِكَيْ تَمْتَلِئوا بِهٰذِهِ الْمَحَبَّةِ الَّتي مَنَحَها لِكُلِّ مَنْ يَتْبَعُ ابْنَهُ يَسوعَ الْمَسيحَ بِإِخْلاصٍ؛ لِكَيْ تَصيروا أَبْناءَ اللّٰهِ؛ كَيْ نَكونَ مِثْلَهُ عِنْدَما يَظْهَرُ، لِأَنَّنا سَنَراهُ كَما هُوَ؛ حَتّى يَكونَ لَدَيْنا هٰذا الرَّجاءُ؛ حَتّى نَكونُ أَنْقِياءَ كَما هُوَ نَقِيٌّ. آمينَ.