١ اَلْآنَ أَنا، موروني، أَكْتُبُ ما يَتَراءى لي أَنَّهُ حَسَنٌ؛ وَأَكْتُبُ إِلى إِخْوَتي اللّامانِيّينَ؛ وَأَوَدُّ أَنْ يَعْلَموا أَنَّهُ قَدْ مَضى أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِمِئَةٍ وَعِشْرينَ عامًا مُنْذُ أَنْ أُعْطِيَتْ عَلامَةُ مَجيءِ الْمَسيحِ.

٢ وَها أَنا سَأُقْفِلُ عَلى هٰذِهِ السِّجِلّاتِ وَأَخْتِمُها بَعْدَ أَنْ أَتَحَدَّثَ إِلَيْكُمْ بِكَلِماتٍ قَليلَةٍ عَلى سَبيلِ الْمُناشَدَةِ.

٣ أُناشِدُكُمْ، عِنْدَما تَقْرَأونَ هٰذِهِ الْأُمورَ، إِنْ كانَ مِنْ حِكْمَةِ اللّٰهِ أَنْ تَقْرَأوها، أَنْ تَتَذَكَّروا وَتَتَأَمَّلوا في قُلوبِكُمْ كَمْ كانَ الرَّبُّ رَحيمًا بِأَبْناءِ الْبَشَرِ مُنْذُ خَلْقِ آدَمَ وَحَتّى الْوَقْتِ الَّذي سَتَتَلَقَّوْنَ فيهِ هٰذِهِ الْأُمورَ.

٤ وَعِنْدَما تَتَلَقَّوْنَ هٰذِهِ الْأُمورَ فَإِنَّني أُناشِدُكُمْ أَنْ تَسْأَلوا اللّٰهَ، الْآبَ الْأَبَدِيَّ، بِاسْمِ الْمَسيحِ، إِنْ كانَتْ هٰذِهِ الْأُمورُ حَقًّا؛ وَإِنْ سَأَلْتُمْ بِقَلْبٍ خالِصٍ وَنِيَّةٍ صادِقَةٍ، مُؤْمِنينَ بِالْمَسيحِ، فَإِنَّهُ سَيُظْهِرُ لَكُمْ بِقُوَّةِ الرّوحِ الْقُدُسِ أَنَّها حَقٌّ.

٥ وَبِقُوَّةِ الرّوحِ الْقُدُسِ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَعْلَموا حَقيقَةَ كُلِّ الْأُمورِ.

٦ وَكُلُّ ما هُوَ صالِحٌ فَهُوَ عادِلٌ وَحَقٌّ؛ لِذٰلِكَ لا يُمْكِنُ لِما هُوَ صالِحٌ أَنْ يُنْكِرَ الْمَسيحَ، بَلْ يَعْتَرِفُ بِوُجودِهِ.

٧ وَيُمْكِنُكُمْ أَنْ تَعْلَموا أَنَّهُ مَوْجودٌ بِقُوَّةِ الرّوحِ الْقُدُسِ؛ لِذٰلِكَ أُناشِدُكُمْ أَلّا تُنْكِروا قُوَّةَ اللّٰهِ؛ لِأَنَّهُ يَعْمَلُ بِقُوَّةٍ حَسَبَ إيمانِ أَبْناءِ الْبَشَرِ، الْيَوْمَ وَغَدًا وَإِلى الْأَبَدِ.

٨ وَأَيْضًا، يا إِخْوَتي، أُناشِدُكُمْ أَلّا تُنْكِروا الْمَواهِبَ الْإِلٰهِيَّةَ، لِأَنَّها كَثيرَةٌ؛ وَهِيَ تَأْتي مِنْ نَفْسِ الْإِلٰهِ. وَهُوَ يُعْطينا هٰذِهِ الْمَواهِبَ بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ؛ لٰكِنَّ اللّٰهَ نَفْسَهُ هُوَ الَّذي يَعْمَلُ في كُلِّ مَكانٍ وَفي كُلِّ شَيْءٍ؛ وَيُعْطي هٰذِهِ الْمَواهِبَ لِلْبَشَرِ بِتَجَلّي روحِ اللّٰهِ لِمَنْفَعَتِهِمْ.

٩ فَإِنَّهُ بِروحِ اللّٰهِ يُعْطى لِواحِدٍ أَنْ يُعَلِّمَ كَلامَ الْحِكْمَةِ؛

١٠ وَلِآخَرَ أَنْ يُعَلِّمَ كَلامَ الْمَعْرِفَةِ بِنَفْسِ الرّوحِ؛

١١ وَيُعْطي لِآخَرَ إيمانًا عَظيمًا جِدًّا؛ وَلِآخَرَ مَواهِبَ شِّفاءِ النّاسِ مِنْ خِلالِ الرّوحِ نَفْسِهِ؛

١٢ وَلِآخَرَ أَنْ يَصْنَعَ مُعْجِزاتٍ عَظيمَةً؛

١٣ وَلِآخَرَ أَنْ يَتَنَبَّأَ عَنْ كُلِّ الْأُمورِ؛

١٤ وَلِآخَرَ أَنْ يَرى الْمَلائِكَةَ وَالْأَرْواحَ الْخادِمَةَ؛

١٥ وَيُعْطي لِآخَرَ كُلَّ أَنْواعِ الْأَلْسِنَةِ؛

١٦ وَلِآخَرَ تَفْسيرَ اللُّغاتِ وَمُخْتَلِفَ أَنْواعِ الْأَلْسِنَةِ؛

١٧ وَكُلُّ هٰذِهِ الْمَواهِبِ تَأْتي بِروحِ الْمَسيحِ، وَتَأْتي مُنْفَرِدَةً لِكُلِّ إِنْسانٍ حَسَبَ إِرادَةِ الْمَسيحِ.

١٨ وَإِنّي أُناشِدُكُمْ، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، أَنْ تَتَذَكَّروا أَنَّ كُلَّ مَوْهِبَةٍ صالِحَةٍ تَأْتي مِنَ الْمَسيحِ.

١٩ وَأُناشِدُكُمْ، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، أَنْ تَتَذَكَّروا أَنَّهُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلى الْأَبَدِ، وَأَنَّ كُلَّ هٰذِهِ الْمَواهِبِ الرّوحِيَّةِ الَّتي تَحَدَّثْتُ عَنْها لَنْ تَزولَ أَبَدًا طالَما بَقِيَ الْعالَمُ قائِمًا، إِلّا بِسَبَبِ عَدَمِ إيمانِ أَبْناءِ الْبَشَرِ.

٢٠ لِذٰلِكَ لا بُدَّ أَنْ يَكونَ هُناكَ إيمانٌ؛ وَإِذا كانَ لا بُدَّ مِنْ وُجودِ إيمانٍ، فَلا بُدَّ مِنْ وُجودِ رَجاءٍ أَيْضًا؛ وَإِذا كانَ لا بُدَّ مِنْ وُجودِ رَجاءٍ، فَلا بُدَّ مِنْ وُجودِ مَحَبَّةٍ أَيْضًا.

٢١ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْكُمُ مَحَبَّةٌ، فَلا يُمْكِنَكُمْ أَنْ تَخْلُصوا في مَلَكوتِ اللّٰهِ؛ وَلا يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَخْلُصوا في مَلَكوتِ اللّٰهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْكُمْ إيمانٌ؛ وَأَيْضًا لا يُمْكِنُكُمْ ذٰلِكَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْكُمْ رَجاءٌ.

٢٢ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْكُمْ رَجاءٌ فَأَنْتُمْ يائِسونَ، وَالْيَأْسُ يَأْتي بِسَبَبِ الْإِثْمِ.

٢٣ وَحَقًّا قالَ الْمَسيحُ لِآبائِنا: إِنْ كانَ لَدَيْكُمْ إيمانٌ فَإِنَّكُمْ تَسْتَطيعونَ أَنْ تَفْعَلوا كُلَّ ما يُرْضيني.

٢٤ وَالْآنَ أَتَحَدَّثُ إِلى جَميعِ أَقاصي الْأَرْضِ: إِذا جاءَ الْيَوْمُ الَّذي تَزولُ فيهِ قُوَّةُ اللّٰهِ وَمَواهِبُهُ مِنْ بَيْنِكُمْ، فَسَيَكونُ ذٰلِكَ بِسَبَبِ عَدَمِ الْإيمانِ.

٢٥ وَوَيْلٌ لِأَبْناءِ الْبَشَرِ إِنْ كانَ هٰذا هِوَ الْحالُ؛ لِأَنَّهُ لَنْ يَكونَ بَيْنَكُمْ مَنْ يَعْمَلُ ما هُوَ صالِحٌ، لا، وَلا واحِدٌ. لِأَنَّهُ إِنْ كانَ مِنْكُمْ مَنْ يَعْمَلُ ما هُوَ صالِحٌ، فَإِنَّهُ يَعْمَلُ بِقُوَّةِ اللّٰهِ وَمَواهِبِهِ.

٢٦ وَوَيْلٌ لِلَّذينِ يَرْفُضونَ هٰذِهِ الْأُمورَ وَيَموتونَ، لِأَنَّهُمْ يَموتونَ في خَطاياهُمْ، وَلا يُمْكِنُ أَنْ يَخْلُصوا في مَلَكوتِ اللّٰهِ؛ وَأَنا أَتَكَلَّمُ بِذٰلِكَ طِبْقًا لِكَلامِ الْمَسيحِ، وَلا أَكْذِبُ.

٢٧ وَأَنا أُناشِدُكُمْ أَنْ تَتَذَكَّروا هٰذِهِ الْأُمورَ؛ لِأَنَّهُ سَيَأْتي وَقْتٌ قَريبٌ سَتَعْرِفونَ فيهِ أَنَّني لا أَكْذِبُ، لِأَنَّكُمْ سَتَرَوْنَني أَمامَ كُرْسِيِّ اللّٰهِ؛ وَسَيَقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ لَكُمْ: أَلَمْ أُخْبِرْكُمْ بِكَلِماتي الَّتي كَتَبَها هٰذا الرَّجُلُ، كَأَنَّهُ يَصْرُخُ مِنْ بَيْنِ الْأَمْواتِ، بَل كَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مِنْ تَحْتِ التُّرابِ؟

٢٨ إِنَّني أُعْلِنُ هٰذِهِ الْأُمورَ تَحْقيقًا لِلنُّبوءاتِ. وَها هِيَ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ الْإِلٰهِ الْأَبَدِيِّ; وَكَلِمَتُهُ سَتَنْتَقِلُ مِنْ جيلٍ إِلى جيلٍ.

٢٩ وَسَيُظْهِرُ لَكُمُ اللّٰهُ أَنَّ ما كَتَبْتُهُ حَقٌّ.

٣٠ وَأُناشِدُكُمْ مَرَّةً أُخْرى أَنْ تَأْتوا إِلى الْمَسيحِ وَتَتَمَسَّكوا بِكُلِّ مَوْهِبَةٍ صالِحَةٍ، وَأَلّا تَقْتَرِبوا مِنْ مَواهِبِ الشَّرِّ، وَلا ما هُوَ نَجِسٌ.

٣١ اِسْتَيْقِظي وَانْهَضي مِنَ التُّرابِ، يا أورُشَليمَ؛ أَجَلِ، الْبَسي ثِيابَكِ الْجَميلَةَ، يا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ؛ شَدِّدْ أَوْتادَكَ، يا بَيْتَ إِسْرائيلَ، وَوَسِّعْ حُدودَكَ إِلى الْأَبَدِ، لِكَيْ لا تَخْجَلَ فيما بَعْدُ، كَيْ تَتَحَقَّقَ عُهودُ الْآبِ الْأَبَدِيِّ الَّتي قَطَعَها مَعَكَ.

٣٢ أَجَلْ، تَعالَوْا إِلى الْمَسيحِ، وَكونوا كامِلينَ فيهِ، وَجَرِّدوا أَنْفُسَكُمْ مِنُ كُلِّ شَرٍّ؛ وَإِنْ جَرَّدْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَأَحْبَبْتُمُ اللّٰهَ بِكُلِّ عَزْمِكُمْ وَعَقْلِكُمْ وَقُوَّتِكُمْ، فَعِنْدَئِذٍ تَكونُ نِعْمَتُهُ كافِيَةً لَكُمْ كَيْ تَكونوا بِنِعْمَتِهِ كامِلينَ في الْمَسيحِ؛ وَإِنْ كُنْتُمْ بِنِعْمَةِ اللّٰهِ كامِلينَ في الْمَسيحِ فَلا يُمْكِنُكُمْ بِأَيِّ حالٍ مِنَ الْأَحْوالِ أَنْ تُنْكِروا قُوَّةَ اللّٰهِ.

٣٣ وَأَيْضًا إِنْ كُنْتُمْ بِنِعْمَةِ اللّٰهِ كامِلينَ في الْمَسيحِ، وَلا تُنْكِرونَ قُوَّتَهُ، فَأَنْتُمْ مُقَدَّسونَ في الْمَسيحِ بِنِعْمَةِ اللّٰهِ، بِفَضْلِ دَمِ الْمَسيحِ، وَذٰلِكَ تَحْتَ عَهْدِ الْآبِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُغْفَرَ لَكُمْ خَطاياكُمْ، لِكَيْ تَصيروا قِدّيسينَ بِلا دَنَسٍ.

٣٤ وَالْآنَ فَإِنّي أَسْتَوْدِعُ الْجَميعَ. وَقَريبًا أَذْهَبُ لِأَسْتَريحَ في جَنَّةِ اللّٰهِ إِلى أَنْ تَتَّحِدَ روحي بِجَسَدي ثانِيَةً وَأَخْرُجُ مُنْتَصِرًا مُنْطَلِقًا عَبْرَ الْهَواءِ لِأَلْتَقِيَ بِكُمْ أَمامَ الْكُرْسِيِّ الْبَهِيِّ لِيَهْوَهَ الْعَظيمِ، الْقاضي الْأَبَدِيِّ لِلْأَحْياءِ وَالْأَمْواتِ. آمينَ.