١ وَحَدَثَ أَنَّ أوريحا حَكَمَ الْبِلادَ بِالْعَدْلِ طِوالَ أَيّامِهِ، وَكانَتْ أَيّامُهُ كَثيرَةَ الْعَدَدِ.

٢ وَأَنْجَبَ بَنينَ وَبَناتٍ؛ أَجَلْ، أَنْجَبَ واحِدًا وَثَلاثينَ مِنْهُمْ ثَلاثَةٌ وَعِشْرونَ ابْنًا.

٣ وَحَدَثَ أَنَّهُ أَنْجَبَ كيبَ في شَيْخوخَتِهِ. وَحَدَثَ أَنَّ كيبَ حَكَمَ مِنْ بَعْدِهِ؛ وَكيبُ أَنْجَبَ كوريحورَ.

٤ وَلَمّا كانَ كوريحورُ في الثّانِيَةِ وَالثَّلاثينَ تَمَرَّدَ عَلى أَبيهِ، وَمَضى إِلى أَرْضِ نيحورَ وَأَقامَ فيها؛ وَأَنْجَبَ بَنينَ وَبَناتٍ وَأَصْبَحوا في غايَةِ الْحُسْنِ؛ وَمِنْ خِلالِهِمْ أَضَلَّ كوريحورُ الْكَثيرَ مِنَ النّاسِ وَراءَهُ.

٥ وَبَعْدَ أَنْ جَمَعَ جَيْشًا، صَعِدَ إِلى أَرْضِ مورونَ حَيْثُ يَسْكُنُ الْمَلِكُ، فَأَسَرَهُ، وَبِذٰلِكَ تَحَقَّقَ قَوْلَ شَقيقِ يارِدَ بِأَنَّهُمْ سَيَقَعونَ في السَّبْيِ.

٦ وَكانَتْ أَرْضُ مورونَ، حَيْثُ يَسْكُنُ الْمَلِكُ، قَريبَةً مِنَ الْأَرْضِ الَّتي دَعاها النّافِيّونَ بِالْخَرِبَةِ.

٧ وَحَدَثَ أَنَّ كيبَ عاشَ في السَّبْيِ، هُوَ وَشَعْبُهُ، تَحْتَ حُكْمِ كوريحورَ، ابْنِهِ، حَتّى شاخَ جِدًّا؛ وَمَعَ ذٰلِكَ فَإِنَّ كيبَ أَنْجَبَ شُيولَ في شَيْخوخَتِهِ وَهُوَ لا يَزالُ في السَّبْيِ.

٨ وَحَدَثَ أَنَّ شُيولَ غَضِبَ مِنْ أَخيهِ؛ وَعَظُمَتْ قُوَّةُ شُيولَ وَأَصْبَحَ رَجُلًا قَوِيًّا جِدًّا؛ وَكانَ أَيْضًا عَظيمَ الْحِكْمَةِ.

٩ لِذٰلِكَ فَقَدْ ذَهَبَ إِلى تَلِّ أَفْرايِمَ وَصَهَرَ حَديدًا مِنَ التَّلِّ وَصَنَعَ سُيوفًا مِنَ الْفولاذِ لِلَّذينَ تَبِعوهُ؛ وَبَعْدَ أَنْ سَلَّحَهُمْ بِالسُّيوفِ، عادَ إِلى مَدينَةِ نيحورَ وَحارَبَ أَخاهُ كوريحورَ، وَظَفِرَ بِالْمَمْلَكَةِ وَأَعادَها إِلى أَبيهِ كيبَ.

١٠ وَبِسَبَبِ ما فَعَلَهُ شُيولُ مَنَحَهُ أَبوهُ الْمَمْلَكَةَ؛ لِذٰلِكَ فَقَدْ بَدَأَ يَحْكُمُ بَدَلًا مِنْ أَبيهِ.

١١ وَكانَ يَحْكُمُ بِالْعَدْلِ؛ وَبَسَطَ مَمْلَكَتَهُ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ كُلِّها، لِأَنَّ الشَّعْبَ ازْدادَ عَدَدُهُ كَثيرًا.

١٢ وَحَدَثَ أَنَّ شُيولَ أَنْجَبَ أَيْضًا الْكَثيرَ مِنَ الْبَنينَ وَالْبَناتِ.

١٣ وَتابَ كوريحورُ عَنِ الشُّرورِ الْكَثيرَةِ الَّتي فَعَلَها؛ فَأَعْطاهُ شيُولُ سُلْطَةً في مَمْلَكَتِهِ.

١٤ وَكانَ لِكوريحورَ الْعَديدُ مِنَ الْبَنينَ وَالْبَناتِ. وَكانَ أَحَدُ أَبْناءِ كوريحورَ اسْمُهُ نوحٌ.

١٥ وَتَمَرَّدَ نوحٌ عَلى شُيولَ الْمَلِكِ وَأَيْضًا عَلى أَبيهِ كوريحورَ، وَاسْتَقْطَبَ إِلَيْهِ أَخاهُ كوحورَ، وَأَيْضًا كُلَّ إِخْوَتِهِ وَكَثيرًا مِنَ الشَّعْبِ.

١٦ وَحارَبَ الْمَلِكَ شُيولَ، وَظَفِرَ بِأَرْضِ ميراثِ الْيارِدِيّينَ الْأولى، وَصارَ مَلِكًا عَلى ذٰلِكَ الْجُزْءِ مِنَ الْأَرْضِ.

١٧ وَحارَبَ نوحٌ الْمَلِكَ شُيولَ ثانِيَةً؛ وَأَخَذَ الْمَلِكَ شُيولَ وَحَمَلَهُ أَسيرًا إِلى أَرْضِ مورونَ.

١٨ وَبَيْنَما كانَ عَلى وَشْكِ أَنْ يَقْتُلَهُ، تَسَلَّلَ أَبْناءُ شُيولَ إِلى بَيْتِ نوحٍ لَيْلًا وَقَتَلوهُ وَكَسَروا بابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجوا مِنْهُ أَباهُمْ وَوَضَعوهُ عَلى عَرْشِهِ في مَمْلَكَتِهِ.

١٩ فَبَنى ابْنُ نوحٍ مَمْلَكَتَهُ مِنْ بَعْدِ أَبيهِ؛ وَمَعَ ذٰلِكَ لَمْ يَعودوا يَتَسَلَّطونَ عَلى الْمَلِكَ شُيولَ، وَالنّاسُ الَّذينَ كانوا تَحْتَ حُكْمِ الْمَلِكِ شُيولَ ازْدَهَروا وَازْدادَتْ قُوَّتُهُمْ جِدًّا.

٢٠ وَانْقَسَمَتِ الْبِلادُ؛ وَكانَتْ هُناكَ مَمْلَكَتانِ: مَمْلَكَةُ شُيولَ وَمَمْلَكَةُ كوحورَ ابْنِ نوحٍ.

٢١ وَجَعَلَ كوحورُ بْنُ نوحٍ قَوْمَهُ يُحارِبونَ شُيولَ، وَغَلَبَهُمْ شُيولُ في الْمَعْرَكَةِ وَقَتَلَ كوحورَ.

٢٢ وَكانَ لِكوحورَ ابْنٌ اسْمُهُ نِمْرودُ؛ وَتَنازَلَ نِمْرودُ عَنْ مَمْلَكَةِ كوحورَ لِشُيولَ، وَنالَ حُظْوَةً عِنْدَ شُيولَ؛ فَمَنَحَهُ شُيولُ كَثُيرًا مِنَ الِامْتِيازاتِ الْعَظيمَةِ، وَفَعَلَ في مَمْلَكَةِ شُيولَ كَما شاءَ.

٢٣ كَما جاءَ خِلالَ حُكْمِ شُيولَ أَنْبِياءُ لِلنّاسِ مُرْسَلينَ مِنَ الرَّبِّ، وَتَنَبَّأوا بِأَنَّ شُرورَ النّاسِ وَعِبادَتَهُمْ لِلْأَوْثانِ سَتَجْلِبُ اللَّعْنَةَ عَلى الْأَرْضِ، وَبِأَنَّهُمْ سَيَهْلِكونَ إِنْ لَمْ يَتوبوا.

٢٤ وَحَدَثَ أَنَّ النّاسَ أَهانوا الْأَنْبِياءَ وَسَخِروا مِنْهُمْ. وَحَدَثَ أَنَّ الْمَلِكَ شُيولَ حاكَمَ جَميعَ الَّذينَ أَهانوا الْأَنْبِياءَ.

٢٥ وَأَصْدَرَ قانونًا في جَميعِ أَرْجاءِ الْبِلادِ مَنَحَ بِهِ السُّلْطَةَ لِلْأَنْبِياءِ بِأَنْ يَذْهَبوا حَيْثُما أَرادوا؛ وَهٰكَذا قادوا النّاسَ إِلى التَّوْبَةِ.

٢٦ وَلِأَنَّهُمْ تابوا عَنْ شُرورِهِمْ وَعِبادَتِهِمْ لِلْأَوْثانِ، أَشْفَقَ عَلَيْهِمِ الرَّبُّ، وَبَدَأوا يَزْدَهِرونَ مَرَّةً أُخْرى في الْأَرْضِ. وَحَدَثَ أَنَّ شُيولَ أَنْجَبَ بَنينَ وَبَناتٍ في شَيْخوخَتِهِ.

٢٧ وَلَمْ يَعُدْ هُناكَ حُروبٌ في أَيّامِ شُيولَ؛ وَتَذَكَّرَ الْأُمورَ الْعَظيمَةَ الَّتي صَنَعَها الرَّبُّ لِآبائِهِ عِنْدَما عَبْرَ بِهِمِ الْمِياهَ الْعَظيمَةَ إِلى أَرْضِ الْمَوْعِدِ؛ فَحَكَمَ بِالْعَدْلِ طيلَةَ أَيّامِهِ.