النصوص المقدّسة
ألما ٣٧


الفصل السابع والثلاثون

تُحفظ ألواح النحاس والنصوص المقدسة الأخرى لجلب النفوس إلى الخلاص—هلك اليارديون بسبب شرهم—يجب أن يُخْفى عن الناس ما نطقوا به من أقسام وعهود سرية—شاور الرب فيما يخص أعمالك كلها—كما كانت اللياحونا تقود النافيين كذلك تقود كلمة المسيح الناس إلى الحياة الأبدية. حوالي ٧٤ ق.م.

١ يا بُنَيَّ حيلامانَ، إِنّي أوصيكَ أَنْ تَأْخُذَ السِّجِلّاتِ الَّتي عُهِدَ بِها إِلَيَّ؛

٢ كَما أوصيكَ بِأَنْ تَحْتَفِظَ بِسِجِلٍّ لِهٰذا الشَّعْبِ كَما فَعَلْتُ أَنا عَلى أَلْواحِ نافي، وَأَنْ تَحْفَظَ هٰذِهِ الْأُمورَ مُقَدَّسَةً كَما حَفِظْتُها أَنا؛ لِأَنَّها تُحْفَظُ لِغايَةٍ حَكيمَةٍ.

٣ أَمّا هٰذِهِ الْأَلْواحِ النُّحاسِيَّةُ الَّتي تَحْتَوي عَلى هٰذِهِ النُّقوشِ، وَالَّتي عَلَيْها سِجِلّاتُ النُّصوصِ الْمُقَدَّسَةِ وَالَّتي تَحْتَوي عَلى أَنْسابِ أَجْدادِنا مُنْذُ الْبِدايَةِ–

٤ فَإِنَّ آباءَنا قَدْ تَنَبَّأوا بِأَنَّها سَتُحْفَظُ وَتُوَرَّثُ مِنْ جيلٍ إِلى جيلٍ، وَأَنَّها سَتُحْفَظُ وَتَبْقى بِيَدِ الرَّبِّ إِلى أَنْ تَصِلَ إِلى كُلِّ أُمَّةٍ وَقَبيلَةٍ وَلِسانٍ وَشَعْبٍ، كَيْ يَعْرِفوا الْأَسْرارَ الَّتي تَحْتَويها.

٥ وَإِنْ حُفِظَتْ فَإِنَّها لا بُدَّ أَنْ تَحْتَفِظَ بِبَريقِها؛ أَجَلْ، وَسَتَحْتَفِظُ بِبَريقِها؛ أَجَلْ، وَكَذٰلِكَ سَيَكونُ حالُ كُلِّ الْأَلْواحِ الَّتي تَحْتَوي عَلى نُصوصٍ مُقَدَّسَةٍ.

٦ رُبَّما تَظُنُّ أَنَّ هٰذا جَهْلٌ مِنّي؛ لٰكِنَّني أَقولُ لَكَ إِنَّهُ بِالْوَسائِلِ الْمُتَواضِعَةِ وَالْبَسيطَةِ تَتَحَقَّقُ أُمورٌ عَظيمَةٌ؛ وَالْوَسائِلُ الْمُتَواضِعَةُ في كَثيرٍ مِنَ الْحالاتِ تُخْزي الْحُكَماءَ.

٧ وَيَعْمَلُ السَّيِّدُ الرَّبُّ بِوَسائِلَ لِتَحْقيقِ مَقاصِدِهِ الْعَظيمَةِ وَالْأَبَدِيَّةِ؛ وَبِوَسائِلَ مُتَواضِعَةٍ جِدًّا يُخْزي الرَّبُّ الْحُكَماءَ وَيُحَقِّقُ خَلاصَ الْكَثيرِ مِنَ النُّفوسِ.

٨ فَقَدْ كانَتْ حِكْمَةُ اللّٰهِ حَتّى الْآنَ هِيَ أَنْ تُحْفَظَ هٰذِهِ الْأَشْياءُ؛ فَإِنَّها قَدْ عَظَّمَتْ قُدْرَةَ هٰذا الشَّعْبِ عَلى أَنْ يَتَذَكَّرَ ميراثَهُ، أَجَلْ، وَأَقْنَعَتِ الْكَثيرينَ بِخَطَأِ طُرُقِهِمْ، وَأَوْصَلَتْهُمْ إِلى مَعْرِفَةِ إِلٰهِهِمْ لِخَلاصِ أَرْواحِهِمْ.

٩ أَجَلْ، أَقولُ لَكَ، لَوْلا هٰذِهِ الْأَشْياءُ الَّتي تَحْتَويها هٰذِهِ السِّجِلّاتُ الْمَكْتوبَةُ عَلى هٰذِهِ الْأَلْواحِ، لَما تَمَكَّنَ عَمّونُ وَإِخْوَتُهُ مِنْ إِقْناعِ الْآلافِ مِنَ اللَّامانِيّينَ بِخَطَأِ تَقاليدِ آبائِهِمْ؛ أَجَلْ، هٰذِهِ السَّجِلّاتُ وَكَلِماتُها قادَتْهُمْ إِلى التَّوْبَةِ؛ أَيْ إِنَّها قادَتْهُمْ إِلى مَعْرِفَةِ الرَّبِّ إِلٰهِهِمْ وَالِابْتِهاجِ بِيَسوعَ الْمَسيحِ فاديهِمْ.

١٠ وَمَنْ يَدْري فَلَعَلَّها تَكونُ الْوَسيلَةَ لِجَذْبِ الْآلافِ مِنْهُمْ إِلى مَعْرِفَةِ فاديهِمْ، أَجَلْ، وَأَيْضًا الْآلافِ مِنْ إِخْوَتِنا النّافِيّينَ الْمُتَعَنِّتينَ وَالَّذينَ يُقَسّونَ الْآنَ قُلوبَهُمْ في الْخَطيئَةِ وَالْآثامِ.

١١ هٰذِهِ الْأَسْرارُ لَمْ تُكْشَفْ لي بِالْكامِلِ؛ لِذٰلِكَ فَإِنّي سَأَكْتَفي بِهٰذا الْقَوْلِ.

١٢ وَيَكْفيني أَنْ أَقولَ إِنَّها مَحْفوظَةٌ لِغَرَضٍ حَكيمٍ وَهُوَ غَرَضٌ مَعْروفٌ عِنْدَ اللّٰهِ؛ لِأَنَّهُ يُعْطي مَشورَتَهُ بِالْحِكْمَةِ فيما يَخُصُّ أَعْمالَهُ كُلَّها، وَطُرُقُهُ مُسْتَقيمَةٌ وَمَسارُهُ هُوَ دَوْرَةٌ واحِدَةٌ أَبَدِيَّةٌ.

١٣ تَذَكَّرْ تَذَكَّرْ، يا بُنَيَّ حيلامانَ، مَدى صَرامَةِ وَصايا اللّٰهِ. فَقَدْ قالَ: إِنْ حَفِظْتُمْ وَصايايَ فَإِنَّكُمْ سَتَزْدَهِرونَ في الْأَرْضِ—لٰكِنْ إِنْ لَمْ تَحْفَظوا وَصاياهُ فَإِنَّكُمْ سَتُقْطَعونَ مِنْ حَضْرَتِهِ.

١٤ تَذَكَّرْ، يا بُنَيَّ، أَنَّ اللّٰهَ عَهِدَ إِلَيْكَ بِهٰذِهِ الْأَشْياءِ الْمُقَدَّسَةِ وَالَّتي حَفِظَها مُقَدَّسَةً وَسَيَحْفَظُها وَيُحافِظُ عَلَيْها لِغايَةٍ حَكيمَةٍ عِنْدَهُ وَهِيَ أَنْ يُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِلْأَجْيالِ الْقادِمَةِ.

١٥ وَالْآنَ فَإِنَّني أَقولُ لَكَ بِروحِ النُّبُوَّةِ بِأَنَّكَ إِذا خالَفْتَ وَصايا اللّٰهِ فَإِنَّ هٰذِهِ الْأَشْياءَ الْمُقَدَّسَةَ سَتُنْتَزَعُ مِنْكَ بِقُوَّةِ اللّٰهِ وَسَتُسَلَّمُ أَنْتَ إِلى الشَّيْطانِ لِيُغَرْبِلَكَ كالْهَشيمِ في مَهَبِّ الرّيحِ.

١٦ لٰكِنَّكَ إِذا حَفِظْتَ وَصايا اللّٰهِ وَتَعامَلْتَ مَعَ هٰذِهِ الْأَشْياءِ الْمُقَدَّسَةِ طِبْقًا لِما أَمَرَكَ بِهِ الرَّبُّ (فَإِنَّكَ يَجِبُ أَنْ تَسْتَعينَ بِالرَّبِّ في كُلِّ ما عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَهُ بِها) فَإِنَّهُ لَيْسُ مِنْ قُوَّةٍ في الْأَرْضِ أَوْ في الْجَحيمِ يُمْكِنُها أَنْ تَنْزِعَها مِنْكَ، لِأَنَّ اللّٰهَ جَبّارٌ في تَحْقيقِ كُلِّ كَلِماتِهِ.

١٧ فَهُوَ يُحَقِّقُ كُلَّ وُعودِهِ الَّتي يَتَعَهَّدُ بِها لَكَ، لِأَنَّهُ حَقَّقَ وُعودَهُ الَّتي تَعَهَّدَ بِها لِآبائِنا.

١٨ فَقَدْ وَعَدَهُمْ بِأَنَّهُ سَيَحْفَظُ كُلَّ هٰذِهِ الْأَشْياءِ لِغايَةٍ حَكيمَةٍ عِنْدَهُ، حَتّى يُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِلْأَجْيالِ الْقادِمَةِ.

١٩ فَإِنَّهُ قَدْ حَقَّقَ غايَةً واحِدَةً بِرَدِّ الْآلافِ مِنَ اللّامانِيّينَ إِلى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ؛ وَقَدْ أَظْهَرَ قُوَّتَهُ فيهِمْ، وَسَيَسْتَمِرُّ أَيْضًا في إِظْهارِ قُوَّتِهِ في الْأَجْيالِ الْقادِمَةِ؛ لِذٰلِكَ فَإِنَّ هٰذِهِ الْأَشْياءَ سَتُحْفَظُ.

٢٠ لِذٰلِكَ فَإِنّي أوصيكَ، يا بُنَيَّ حيلامانَ، بِأَنْ تَكونَ مُجْتَهِدًا في تَنْفيذِ كُلِّ كَلامي، وَأَنْ تَكونَ مُجْتَهِدًا في حِفْظِ وَصايا اللّٰهِ كَما هِيَ مَكْتوبَةٌ.

٢١ أَمّا الْآنَ فَإِنّي سَأَتَحَدَّثُ إِلَيْكَ بِشَأْنِ تِلْكَ الْأَلْواحِ الْأَرْبَعَةِ وَالْعِشْرينَ، فَيَجِبُ أَنْ تَحْفَظَها كَيْ تُظْهِرَ لِهٰذا الشَّعْبِ الْخَفايا وَأَعْمالَ الظَّلْمَةِ وَالْأَعْمالَ السِّرِّيَّةَ، أَيْ أَعْمالَ ذٰلِكَ الشَّعْبِ الْبائِدِ؛ أَجَلْ، كَيْ تُظْهِرَ لِهٰذا الشَّعْبِ كُلَّ جَرائِمِ قَتْلِهِمْ وَسَرِقاتِهِمْ وَنَهْبِهِمْ وَكُلَّ شُرورِهِمْ وَرَجاساتِهِمْ؛ أَجَلْ، وَيَجِبُ أَنْ تَحْفَظَ هٰذِهِ الْمُفَسِّراتِ.

٢٢ فَإِنَّ الرَّبَّ قَدْ رَأى أَنَّ أَبْناءَ شَعْبِهِ بَدَأوا يَعْمَلونَ في الظُّلْمَةِ، أَجَلْ، يَرْتَكِبونَ جَرائِمَ الْقَتْلِ وَالرَّجاساتِ الْخَفِيَّةَ؛ لِذٰلِكَ قالَ الرَّبُّ: إِنْ لَمْ يَتوبوا فَإِنَّهُمْ يَهْلِكونَ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ.

٢٣ وَقالَ الرَّبُّ: سَأُعِدُّ لِخادِمي، جَزالِمَ، حَجَرًا يُضيءُ نورًا في الظُّلْمَةِ كَيْ أُكْشِفَ لِأَبْناءِ شَعْبي الَّذينَ يَخْدِمونَني، كَيْ أُكْشِفَ لَهُمْ أَعْمالَ إِخْوَتِهِمْ، أَجَلْ، أَعْمالَهُمُ الْخَفيَّةَ، أَعْمالَهُمُ الْمُظْلِمَةَ وَشُرورَهُمْ وَرَجاساتِهِمْ.

٢٤ وَأُعِدَّتْ هٰذِهِ الْمُفَسِّراتُ، يا بُنَيَّ، لِتَتَحَقَّقَ كَلِمَةُ اللّٰهِ الَّتي تَكَلَّمَ بِها قائِلًا:

٢٥ سَأُخْرِجُ جَميعَ أَعْمالِهِمِ الْخَفِيَّةِ وَرَجاساتِهِمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلى النّورِ؛ وَإِنْ لَمْ يَتوبوا فَإِنَّني سَأُهْلِكُهُمْ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ؛ وَسَأُخْرِجُ كُلَّ أَسْرارِهِمْ وَرَجاساتِهِمْ إِلى النّورِ أَمامَ كُلِّ أُمَّةٍ سَتَمْلِكُ الْأَرْضَ فيما بَعْدُ.

٢٦ وَنَرى، يا بُنَيَّ، أَنَّهُمْ لَمْ يَتوبوا؛ لِذٰلِكَ هَلَكوا، وَهٰكِذا تَحَقَّقَتْ كَلِمَةُ اللّٰهِ؛ أَجَلْ، وَرَجاساتُهُمُ الْخَفِيَّةُ أُخْرِجَتْ مِنَ الظُّلْمَةِ وَعَرَفْنا بِها.

٢٧ وَالْآنَ، يا بُنَيَّ، أوصيكَ بِأَنْ تَحْجُبَ كُلَّ أَقْسامِهِمْ وَعُهودِهِمْ وَاتِّفاقِيّاتِهِمِ الدَّنِسَةِ الْخَفِيَّةِ، أَجَلِ، احْجُبْ كُلَّ آياتِهِمْ وَعَجائِبِهِمْ عَنْ أَبْناءِ هٰذا الشَّعْبِ لِئَلّا يَعْرِفوها لِئَلّا يَسْقُطوا هُمْ أَيْضًا في الظُّلْمَةِ وَيَهْلِكوا.

٢٨ فَإِنَّ هُناكَ لَعْنَةً عَلى كُلِّ هٰذِهِ الْأَرْضِ وَهِيَ أَنَّ الْهَلاكَ يَحِلُّ عَلى جَميعِ عامِلي الظُّلْمَةِ، بِقُوَّةِ اللّٰهِ، عِنْدَما يَنْضَجُ شَرُّهُمْ تَمامًا؛ وَأَنا لا أَرْغَبُ في هَلاكِ هٰذا الشَّعْبُ.

٢٩ لِذٰلِكَ يَجِبُ أَنْ تَحْجُبَ عَنْ أَبْناءِ هٰذا الشَّعْبِ هٰذِهِ الْخِطَطَ السِّرِّيَّةَ الْمُتَعَلِّقَةَ بِأَقْسامِهِمْ وَعُهودِهِمْ، وَأَلّا تَكْشِفَ لَهُمْ إِلّا شُرورَهُمْ وَجَرائِمَ قَتْلِهِمْ وَرَجاساتِهِمْ؛ وَلْتُعَلِّمْهُمْ أَنْ يَبْغُضوا مِثْلَ هٰذِهِ الشُّرورِ وَالرَّجاساتِ وَجَرائِمِ الْقَتْلِ؛ وَلْتُعَلِّمْهُمْ أَيْضًا أَنَّ هٰؤُلاءِ النّاسَ قَدْ هَلَكوا بِسَبَبِ شُرورِهِمْ وَرَجاساتِهِمْ وَجَرائِمِ قَتْلِهِمْ.

٣٠ فَإِنَّهُمْ قَدْ قَتَلوا كُلَّ أَنْبِياءِ الرَّبِّ الَّذينَ جاءوهُمْ لِيُعْلِنوا لَهُمْ آثامَهُمْ؛ فَصَرَخَ دَمُ الَّذينَ قَتَلوهُمْ إِلى الرَّبِّ إِلٰهِهِمِ انْتِقامًا مِنْ قاتِليهِمْ؛ وَهٰكَذا حَلَّتْ أَحْكامُ اللّٰهِ عَلى عامِلي الظُّلْمَةِ هٰؤُلاءِ وَائْتِلافاتِهِمِ السِّرِّيَّةِ.

٣١ أَجَلْ، وَلْتَكُنِ الْأَرْضُ مَلْعونَةً إِلى أَبَدِ الْآبَدينَ لِعامِلي الظُّلْمَةِ هٰؤُلاءِ وَائْتِلافاتِهِمِ السِّرِّيَّةِ، حَتّى إِلى الْهَلاكِ، ما لَمْ يَتوبوا قَبْلَ أَنْ يَنْضَجَ شَرُّهُمْ تَمامًا.

٣٢ يا بُنَيَّ، تَذَكَّرِ الْكَلِماتِ الَّتي كَلَّمْتُكَ بِها؛ لا تَعْهَدْ بِهٰذِهِ الْخِطَطِ السِّرِّيَّةِ لِأَبْناءِ هٰذا الشَّعْبِ، بَلْ عَلِّمْهُمُ الْبُغْضَ الْأَبَدِيَّ لِلْخَطيئَةِ وَالْإِثْمِ.

٣٣ اِكْرِزْ لَهُمْ بِالتَّوْبَةِ وَالْإيمانِ بِالرَّبِّ يَسوعَ الْمَسيحِ؛ عَلِّمْهُمْ أَنْ يَتَواضَعوا وَأَنْ يَكونوا وُدَعاءَ وَمُتَّضِعي الْقُلوبِ؛ عَلِّمْهُمْ أَنْ يُقاوِموا كُلَّ تَجْرِبَةٍ تَأْتي مِنْ إِبْليسَ بِإيمانِهِمْ بِالرَّبِّ يَسوعَ الْمَسيحِ.

٣٤ عَلِّمْهُمْ أَلّا يَمَلّوا أَبَدًا مِنْ أَعْمالِ الْخَيْرِ بَلْ أَنْ يَكونوا وُدَعاءَ وَمُتَّضِعي الْقُلوبِ، لِأَنَّ مِثْلَ هٰؤُلاءِ سَيَجِدونَ الرّاحَةَ لِنُفوسِهِمْ.

٣٥ تَذَكَّرْ، يا بُنَيَّ، وَتَعَلَّمِ الْحِكْمَةَ في شَبابِكَ؛ أَجَلْ، تَعَلَّمْ في شَبابِكَ أَنْ تَحْفَظَ وَصايا اللّٰهِ.

٣٦ أَجَلِ، اصْرُخْ إِلى اللّٰهِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُعينَكَ في كُلِّ شَيءٍ؛ أَجَلِ، اجْعَلْ كُلَّ أَعْمالِكَ لِلرَّبِّ، وَحَيْثُما تَذْهَبُ فَلْيَكُنْ في الرَّبِّ؛ بَلْ وَجِّهْ كُلَّ أَفْكارِكَ إِلى الرَّبِّ؛ أَجَلْ، تَوَجَّهْ بِكُلَّ مَشاعِرِ قَلْبِكَ إِلى الرَّبِّ لِلْأَبَدِ.

٣٧ شاوِرِ الرَّبَّ في كُلِّ أَعْمالِكَ فَيُوَجِّهُكَ لِلْخَيْرِ؛ أَجَلْ، فَمَتى اضْطَجَعْتَ لَيلًا اضْطَجِعْ لِلرَّبِّ، فَيَحْرُسُكَ في نَوْمِكَ؛ وَمَتى اسْتَيْقَظْتَ صَباحًا لِيَكُنْ قَلْبُكَ شاكِرًا لِلّٰهِ؛ وَإِنْ فَعَلْتَ هٰذِهِ الْأُمورَ فَإِنَّكَ تُرْفَعُ في الْيَوْمِ الْأَخيرِ.

٣٨ وَالْآنَ، يا بُنَيَّ، إِنَّ لَدَيَّ ما أَقولُهُ بِخُصوصِ ما دَعاهُ آباؤُنا بِالْكُرَةِ أَوِ الْمُوَجِّهَةِ—أَوْ ما دَعاهُ آباؤُنا بِاللِّياحونا وَالَّتي تَفْسيرُها الْبوصْلَةُ؛ وَقَدْ أَعَدَّها الرَّبُّ.

٣٩ وَإِنَّهُ لا يُمْكِنُ لِأَيِّ إِنْسانٍ أَنْ يَصْنَعَ شَيْئًا مُبْتَكِرًا كَهٰذا. وَإِنَّها قَدْ أُعِدَّتْ لِتُظْهِرَ لِآبائِنا الطَّريقَ الَّذي يَنْبَغي أَنْ يَسْلُكوهُ في الْبَرِّيَّةِ.

٤٠ وَكانَتْ تَعْمَلُ حَسَبَ إيمانِهِمْ بِاللّٰهِ؛ لِذٰلِكَ، إِنْ كانَ لَدَيْهِمْ إيمانٌ لِيُصَدِّقوا أَنَّ اللّٰهَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَجْعَلَ هٰذِهِ الْمُؤَشِّراتِ تُشيرُ إِلى الطَّريقِ الَّذي يَنْبَغي أَنْ يَسْلُكوهُ، فَقَدْ تَمَّ ذٰلِكَ؛ لِذٰلِكَ كانَتْ لَدَيْهِمْ هٰذِهِ الْمُعْجِزَةُ، وَكَذٰلِكَ الْعَديدُ مِنَ الْمُعْجِزاتِ الْأُخْرى الَّتي حَدَثَتْ بِقُوَّةِ اللّٰهِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ.

٤١ وَمَعَ أَنَّ هٰذِهِ الْمُعْجِزاتِ صُنِعَتْ بِوَسائِلَ بَسيطَةٍ، فَإِنَّها أَظْهَرَتْ لَهُمْ أَعْمالًا مُدْهِشَةً. وَقَدْ كانوا مُتَراخينَ وَنَسوا أَنْ يُمارِسوا إيمانَهُمْ وَاجْتِهادَهُمْ، فَتَوَقَّفَتْ تِلْكَ الْأَعْمالُ الْمُدْهِشَةُ وَلَمْ يَتَقَدَّموا في رِحْلَتِهِمْ.

٤٢ لِذٰلِكَ فَقَدْ تَأَخَّروا في رِحْلَتِهِمْ وَسْطَ الْبَرِّيَّةِ، أَوْ لَمْ يَسْلُكوا طَريقًا مُباشِرًا، وَأُصيبوا بِالْجوعِ وَالْعَطَشِ بِسَبَبِ مَعاصيهِمْ.

٤٣ وَأَرْغَبُ في أَنْ تَفْهَمَ، يا بُنَيَّ، أَنَّ هٰذِهِ الْأُمورَ (وَهِيَ مادِّيَّةٌ) لَيْسَتْ دونَ عِبْرَةٍ؛ فَكُلَّما كانَ آباؤُنا مُتَراخينَ في الِانْتِباهِ إِلى هٰذِهِ الْبوصْلَةِ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَزْدَهِروا؛ وَكَذٰلِكَ بِالنِّسْبَةِ إِلى الْأُمورِ الرّوحِيَّةِ.

٤٤ فَمِنَ السَّهْلِ أَنْ تَلْتَفِتَ إِلى كَلِمَةِ الْمَسيحِ الَّتي سَتُوَجِّهُكَ في طَريقٍ مُسْتَقيمٍ إِلى النَّعيمِ الْأَبَدِيِّ، كَما كانَ سَهْلًا عَلى آبائِنا أَنْ يَلْتَفِتوا إِلى هٰذِهِ الْبوصْلَةِ الَّتي كانَتْ تَدُلُّهُمْ في طَريقٍ مُسْتَقيمٍ إِلى أَرْضِ الْمَوْعِدِ.

٤٥ فَإِنّي أَقولُ: أَلَيْسَ لَنا مِثالٌ في هٰذا الشَّيْءِ؟ فَتَمامًا كَما قادَتْ هٰذِهِ الْمُوَجِّهَةُ آباءَنا إِلى أَرْضِ الْمَوْعِدِ، بِاتِّباعِ مَسارِهِا، فَإِنَّ كَلِماتِ الْمَسيحِ، إِذا تَبِعْنا مَسارَها، سَتَحْمِلُنا إِلى ما وَراءَ وادي الْحُزْنِ هٰذا إِلى أَرْضِ مَوْعِدٍ أَفْضَلَ بِكَثيرٍ.

٤٦ يا بُنَيَّ، لا تَدَعْنا نَتَراخى بِسَبَبِ سُهولَةِ الطَّريقِ؛ لِأَنَّهُ هٰكَذا كانَ الْأَمْرُ مَعَ آبائِنا؛ فَكَذٰلِكَ أُعِدَّ لَهُمْ أَنْ يَحْيَوْا إِنْ نَظَروا؛ وَكَذٰلِكَ هُوَ الْحالُ مَعَنا. إِنَّ الطَّريقَ مُعَدٌّ وَإِنْ نَظَرْنا فَسَنَحْيا إِلى الْأَبَدِ.

٤٧ وَالْآنَ، يا بُنَيَّ، احْرِصْ عَلى أَنْ تَهْتَمَّ بِهٰذِهِ الْأَشْياءِ الْمُقَدَّسَةِ، أَجَلِ، احْرِصْ عَلى أَنْ تَنْظُرَ إِلى اللّٰهِ فَتَحْيا. اِذْهَبْ إِلى هٰذا الشَّعْبِ وَأَعْلِنِ الْكَلِمَةَ وَكُنْ مُتَعَقِّلًا. وَداعًا، يا بُنَيَّ.