النصوص المقدّسة
تسالونيكي الأولى ١


الرِّسَالَةُ الأُولَى إِلَى مُؤْمِنِي تَسَالُونِيكِي

كان الرسول بولس قد اضطر إلى قطع خدمته في تسالونيكي، وهي مدينة بارزة في ولاية مقدونية؛ وذلك بسبب ما قام فيها من اضطهادات ومضايقات. وكان المهتدون إلى المسيح، ومعظمهم يونانيون، بحاجة إلى مزيد من الإرشاد والتعليم. فكتب الرسول إليهم رسالته الأولى هذه، ليعزيهم في ضيقتهم ويشجعهم على مواجهة الاضطهاد، ويريحهم من جهة الذين يموتون منهم. تتصف الرسالة بالبساطة والعاطفة العميقة، فهي تنضح برضى الرسول ومحبته إزاء حالة الكنيسة السعيدة في تلك المدينة رغم الاضطهاد، وترسم خطوط الخدمة المسيحية الحقة كما تظهر في خدمة الرسول، وتطمئن المؤمنين المتألمين إلى حتمية الفرج عند رجوع المسيح فيما يعيشون مخصصين له ومنتظرين الرجاء المبارك، وتتحدث عن يوم الرب، مقدمة بعض التحريضات الملائمة. هذا، ويحتل الرجاء المبارك برجوع المسيح مكاناً بارزاً في الرسالة. فهذه الحقيقة جزء من الإنجيل، وتظهر مرتبطة عملياً بحياة المسيحي. وكل فصل منها يشهد لذلك: فالمؤمنون ينتظرون الرب ويخدمونه متوقعين عودته حيث تكافأ الخدمة ويتوج الخادم؛ وعودته هي الحافز على الحياة المقدسة ومصدر الراحة والعزاء عند رقاد الأحباء، وبمجيئه لأخذ خاصته في السحب لملاقاته في الهواء، تصبح الدينونة المباغتة للعالم وشيكة الوقوع!

الفصل ١

تحية

١ مِنْ بُولُسَ وَسِلْوَانُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ، إِلَى كَنِيسَةِ مُؤْمِنِي تَسَالُونِيكِي الَّذِينَ هُمْ فِي اللّٰهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِتَكُنْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلامُ مِنَ اللّٰهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

شكر لأجل إيمان المؤمنين في تسالونيكي

٢ إِنَّنَا نَشْكُرُ اللّٰهَ دَائِماً مِنْ أَجْلِكُمْ جَمِيعاً، إِذْ نَذْكُرُكُمْ فِي صَلَوَاتِنَا دُونَ تَوَقُّفٍ؛

٣ مُتَذَكِّرِينَ، أَمَامَ إِلَهِنَا وَأَبِينَا، مَا لَكُمْ مِنْ عَمَلِ الإِيمَانِ وَاجْتِهَادِ الْمَحَبَّةِ وَثَبَاتِ الرَّجَاءِ، فِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ؛

٤ وَنَحْنُ عَالِمُونَ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَحِبَّاءَ اللّٰهِ، حَقِيقَةَ اخْتِيَارِكُمْ مِنْ قِبَلِ اللّٰهِ:

٥ لأَنَّ تَبْشِيرَنَا لَكُمْ بِالإِنْجِيلِ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ كَلامٍ، بَلْ كَانَ مَصْحُوباً أَيْضاً بِالْقُوَّةِ وَبِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَبِتَمَامِ الْيَقِينِ. كَمَا أَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ تَمَاماً مَاذَا كُنَّا بَيْنَكُمْ لأَجْلِ مَصْلَحَتِكُمْ،

٦ وَقَدْ صِرْتُمْ مُقْتَدِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ، إِذْ تَقَبَّلْتُمْ كَلِمَةَ اللّٰهِ فِي وَسَطِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

٧ حَتَّى إِنَّكُمْ صِرْتُمْ مِثَالاً لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُقِيمِينَ فِي مُقَاطَعَتَيْ مَقِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ.

٨ فَمِنْ عِنْدِكُمْ دَوَّتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ، مُنْتَشِرَةً لَا فِي مَقِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ فَقَطْ، بَلْ إِنَّ إِيمَانَكُمْ بِاللّٰهِ ذَاعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، حَتَّى لَيْسَ لَنَا حَاجَةٌ لأَنْ نَقُولَ شَيْئاً بَعْدُ.

٩ فَإِنَّ أُولئِكَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ يُخْبِرُونَ عَنَّا كَيْفَ كَانَ قُدُومُنَا إِلَيْكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَكَيْفَ تَحَوَّلْتُمْ إِلَى اللّٰهِ عَنِ الأَصْنَامِ، لِتَصِيرُوا عَبِيداً يَخْدِمُونَ اللّٰهَ الْحَيَّ الْحَقَّ،

١٠ وَتَنْتَظِرُوا مِنَ السَّمَاوَاتِ ابْنَهُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ مُخَلِّصَنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي.