أهمية درب العهد
إن الاختلاف في درب العهد مهم بشكل فريد وأبدي.
طوال فترة خدمته ، درس الرئيس رسل م. نلسن وعَلَّمَ عن عهود الله مع أبنائه وبناته. إنه هو نفسه مثال ساطع لمن يسير في درب العهد. في رسالته الأولى كرئيس للكنيسة، صرح الرئيس نلسن:
”إن التزامكم باتباع المخلص بقطع العهود معه ومن ثم حفظ هذه العهود سيفتح باب كل بركة روحية وامتياز متاح للرجال والنساء والأطفال في كل مكان.”
تعتبر مراسيم الهيكل والعهود التي تقومون بها هناك هي المفتاح لتقوية حياتكم وزواجكم وعائلتكم وقدرتكم على مقاومة هجمات الخصم. عبادتك في الهيكل وخدمتكم لأسلافكم سوف تبارككم بمزيدٍ من الوحي الشخصي والسلام وسوف تعزز التزامكم بالبقاء على درب العهد.“١
ما هو درب العهد؟ إنه الدرب الوحيد المؤدي إلى ملكوت الله السماوي. ننطلق على الدرب عند بوابة المعمودية ثم ”نتقدم إِلى الْأَمامِ بِثَباتٍ في الْمَسيحِ، مُتَشَبِّثينَ بِرَجاءٍ مُشْرِقٍ تَمامًا وَمَحَبّةٍ لِلهِ وَلِجَميعِ الْبَشَرِ. [الوصيتان العظيمتان] … حتى النهاية“.٢ في مسار درب العهد (الذي، بالمناسبة ، يمتد إلى ما بعد الموت) ، نتلقى جميع المراسيم والعهود المتعلقة بالخلاص والإعلاء.
إن التزامنا الشامل بموجب العهد هو أن نفعل مشيئة الله ”وأن نطيع وصاياه في كل ما يأمرنا به“.٣ إن اتباع مبادئ ووصايا إنجيل يسوع المسيح يومًا بعد يوم هو المسار الأسعد والأكثر إرضاءً في الحياة. السبب الأول هو، أن الشخص يتجنب الكثير من المشاكل والندامة. اسمحوا لي أن أستخدم مثلا من مجال الرياضة. في لعبة التنس، هناك شيء يسمى الأخطاء غير القسرية. وهذا يشمل أشياء مثل ضرب كرة ملعوبة في الشبكة أو ارتكاب خطأ مزدوج عند الإرسال. تعتبر الأخطاء غير القسرية نتيجة خطأ اللاعب الفادح وليس بسبب مهارة الخصم.
غالبًا ما تكون مشكلاتنا أو تحدياتنا من صنع الذات، أو نتيجة الخيارات السيئة، أو، كما يمكننا القول، نتيجة ”أخطاء غير مقصودة“. عندما نتبع بجد درب العهد، فإننا بطبيعة الحال نتجنب العديد من ”الأخطاء غير القسرية“. نتجنب أشكال الإدمان المختلفة. ولا نسمح لأنفسنا بالوقوع في خندق السلوك غير النزيه. ونعبر هاوية الفسق والخيانة. نتجاهل الأشخاص والأشياء التي، حتى لو كانت شائعة، من شأنها أن تعرض سلامتنا الجسدية والروحية للخطر. ونتجنب الخيارات التي تضر أو تؤذي الآخرين، وبدلاً من ذلك نكتسب عادات الانضباط الذاتي والخدمة.٤
يُزعم أن الشيخ ج. غولدن كمبل قال، ”ربما لم أتمكن [دائمًا] من السير في الطريق المستقيم والضيق، لكنني [أحاول] عبوره بقدر ما أستطيع“.٥ في لحظة أكثر جدية ، أنا متأكد من أن الأخ كمبل سيوافق على أن البقاء على درب العهد، وليس مجرد عبوره، هو أعظم أمل لنا لتجنب البؤس الذي يمكن تجنبه من ناحية والتعامل بنجاح مع مشاكل الحياة التي لا مفر منها من ناحية أخرى.
قد يقول البعض، ”يمكنني أن أقوم باختيارات جيدة مع المعمودية أو بدونها؛ لست بحاجة إلى عهود لأكون شخصًا مشرفًا وناجحًا“. في الواقع، هناك العديد ممن هم أنفسهم، رغم أنهم ليسوا على درب العهد، يتصرفون بطريقة تعكس اختيارات ومساهمات من على الدرب. يمكن القول بأنهم يجنون بركات السير على درب ”متوافق مع العهد“. ما هو الاختلاف إذن في درب العهد؟
في الواقع، الفرق مهم بشكل فريد وأبدي. إنه يشمل طبيعة طاعتنا، وطبيعة التزام الله تجاهنا، والمساعدة الإلهية التي نتلقاها، والبركات المرتبطة بالتجمع كشعب عهد، والأهم من ذلك، ميراثنا الأبدي.
الطاعة الملتزمة
الأول هو طبيعة طاعتنا لله. أكثر من مجرد وجود نوايا حسنة، فإننا نلتزم رسميًا بأن نعيش بكل كلمة تخرج من فم الله. في هذا ، نتبع مثال يسوع المسيح ، الذي من خلال المعمودية، ”أَظْهَرَ لِبَنِي ٱلْبَشَرِ أَنَّهُ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ قَدِ ٱتَّضَعَ أَمَامَ ٱلْآبِ وَعَاهَدَ ٱلْآبَ عَلَى ٱلإِذْعَانِ لَهُ بِحِفْظِ وَصَايَاهُ“.٦
بالعهود، نحن عازمون على أكثر من مجرد تجنب الأخطاء أو استخدام الحكمة في قراراتنا. نشعر بالمسئولية أمام الله عن اختياراتنا وحياتنا. نحمل اسم يسوع المسيح. نركز على المسيح — وعلى أن نكون شجعانا في الشهادة ليسوع وعلى تنمية شخصية تقتدي بالمسيح.
بالعهود، تصبح طاعة مبادئ الإنجيل متجذرة في نفوسنا. أنا أعرف زوجين حيث لم تكن الزوجة، وقت زواجهما، ناشطة في الكنيسة ولم يكن الزوج عضوًا في الكنيسة. سأشير إليهما باسم ماري وجون، وهذان ليسا اسميهما الحقيقيين. عندما بدأ الأطفال يصبحون جزءا من حياتهم، شعرت ماري بشدة بالحاجة إلى تربيتهم، كما يقول الكتاب المقدس، ”في تنشئة الرب وتوعيته“.٧ كان جون مؤيدا لذلك. بذلت ماري بعض التضحيات الهامة لتكون في المنزل لتعليم الإنجيل على أساس ثابت. تأكدت من أن الأسرة تستفيد استفادة كاملة من العبادة في الكنيسة والنشاط فيها. أصبحت ماري وجون أما وأبا مثاليين، ونما أطفالهما (كلهم أولاد نشيطون) في الإيمان والتكريس لمبادئ ومعايير الإنجيل.
كان والدا جون، جدي الأولاد، سعداء بالحياة الصحية والإنجازات التي حققها أحفادهم، ولكن بسبب بعض العداء تجاه الكنيسة، أرادوا أن ينسبوا هذا النجاح حصريًا إلى مهارات الأبوة لدى جون وماري. جون، رغم أنه ليس عضوًا في الكنيسة، لم يدع هذا التقييم يمر دون اعتراض. أصر على أنهم كانوا يشهدون ثمار تعاليم الإنجيل — ما كان أبناؤه يختبرونه في الكنيسة وكذلك ما كان يحدث في المنزل.
كان جون نفسه متأثرًا بالروح، بمحبة زوجته وقدوتها، وإلحاحات أبنائه. في الوقت المناسب، جرى تعميده، مما أفرح أعضاء الجناح والأصدقاء.
في حين أن الحياة لم تكن خالية من التحديات بالنسبة لهم ولأبنائهم ، يؤكد ماري وجون بكل إخلاص أن عهد الإنجيل هو في الواقع أصل بركاتهم. لقد رأوا كلمات الرب لإرميا تتحقق في حياة أبنائهم كما في حياتهم: ”سأضع شريعتي في أعماقهم ، وأكتبها في قلوبهم. وأكون إلههم ويكونون شعبي“.٨
ملتزمون لله
جانب فريد آخر لمسار العهد هو علاقتنا مع الإله. العهود التي يقدمها الله لأبنائه لا تقتصر على إرشادنا. إنها تربطنا به، وعندما نكون مرتبطين به يمكننا التغلب على كل شيء.٩
لقد قرأت ذات مرة مقالًا لمراسل صحفي ضعيف المعرفة أوضح أن الطريقة التي نقوم بها بتعميد الموتى هي غمر لفائف من الميكروفيلم في الماء. ثم يعتبر كل من يظهر اسمه على الميكروفيلم معتمداً. ستكون هذه المقاربة فعالة، وفعالة للغاية، لكنها تتجاهل القيمة اللانهائية لكل نفس والأهمية الحاسمة لإقامة العهد شخصيا مع الله.
”قال يسوع اُدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ! فَإِنَّ الْبَابَ الْمُؤَدِّيَ إِلَى الْهَلاكِ وَاسِعٌ وَطَرِيقَهُ رَحْبٌ؛ وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ“. ١٠ على سبيل المجاز، هذه البوابة ضيقة جدًا لدرجة أنها تسمح بدخول شخص واحد فقط في كل مرة. يقوم كل فرد بالتزام فردي تجاه الله، وفي المقابل يتلقى منه عهدًا شخصيًا، بالاسم، يمكنه الاعتماد عليه ضمنيًا في هذه الحياة والحياة والأبدية. من خلال المراسيم والعهود، ”تظهر قوة التقوى“ في حياتنا. ١١
المساعدة الإلهية
يقودنا هذا إلى التفكير في بركة خاصة ثالثة لدرب العهد. يقدم الله هبة يصعب استيعابها لمساعدة قاطعي العهد على أن يكونوا حافظين للعهد: هبة الروح القدس. هذه الهبة هي حق الرفقة الدائمة والحماية والإرشاد من الروح القدس.١٢ الروح القدس، المعروف أيضًا باسم المعزي، ”يملؤنا بالرجاء والمحبة الكاملة“.١٣ إنه ”يعرف كل شيء، ويشهد للآب والابن“،١٤ اللذان نلتزم بأن نكون شهودًا لهما. ١٥
على درب العهد نجد أيضًا البركات الأساسية للغفران والتطهير من الخطيئة. هذه المساعدة لا يمكن أن تأتي إلا من خلال النعمة الإلهية التي يقدمها الروح القدس. يقول الرب، ”وَٱلْآنَ هَا هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ: تُوبُوا يَا مَنْ فِي جَمِيعِ أَطْرَافِ ٱلْأَرْضِ وَتَعَالَوْا إِلَيَّ وَاعْتَمِدُوا بِاسْمِي حَتَّى تَتَقَدَّسُوا بِقُبُولِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، فَتَقِفُوا أَمَامِي فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ بِلا دَنَسٍ“.١٦
اجتمعوا مع شعب العهد
رابعا، الذين يسلكون درب العهد يجدون بركات فريدة في مختلف التجمعات المعينة من الله. لقد عُثِر في جميع النصوص المقدسة على نبوءات عن التجمع الحرفي لأسباط إسرائيل المشتتة منذ فترة طويلة إلى أراضي ميراثهم.١٧ يجري الآن تحقيق تلك النبوءات والوعود مع جمع شعوب العهد في الكنيسة، ملكوت الله على الأرض. يوضح الرئيس نلسن ”عندما نتحدث عن التجمع، فإننا نقول ببساطة هذه الحقيقة الأساسية: كل واحد من أبناء أبينا السماوي، على جانبي الحجاب، يستحق أن يستمع إلى رسالة إنجيل يسوع المسيح المستعاد“.١٨
يأمر الرب أعضاء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة أن ”يقوموا وأن يسطع نورهم، ليكون معيارًا للأمم؛ … أن يكون التجمع على أرض صهيون، وفي أوتادها، من أجل الدفاع، والملجأ من العاصفة، ومن الغضب عندما ينسكب بدون خليط على كل الأرض“.١٩
هناك أيضًا تجمع أسبوعي لشعب العهد إلى بيت الصلاة في يوم الرب، حتى ”نحافظ على [أنفسنا] أنقياء من العالم“.٢٠ إنه اجتماع لتناول خبز وماء القربان في ذكرى كفّارة يسوع المسيح ووقت ”للصوم والصلاة والتحدّث فيما بيننا عن خير نفوسنا“.٢١ عندما كنت مراهقًا، كنت العضو الوحيد في الكنيسة في دفعتي بالمدرسة الثانوية. لقد استمتعت بالاجتماع مع العديد من الأصدقاء المقربين في المدرسة، لكنني وجدت أنني أعتمد بشدة على تجمع سبت الرب هذا كل أسبوع لإنعاش وتجديد روحي، وحتى جسدي. كم شعرنا بشدة بفقدان هذا الاجتماع المنتظم للعهد خلال الجائحة الحالية، وكم نتطلع بشغف إلى الوقت الذي يمكننا أن نجتمع فيه مرة أخرى كما كان الأمر من قبل.
يجتمع شعب العهد في الهيكل، بيت الرب، للحصول على المراسيم والبركات والوحي المتاح بشكل فريد هناك. علم النبي جوزيف سميث: ”ما هو الهدف من جمع … شعب الله في أي عصر من العالم؟ … كان الهدف الأساسي أن يبني للرب بيتًا يمكن بواسطته أن يكشف لشعبه فرائض بيته وأمجاد مملكته، ويعلم الناس طريق الخلاص. لأن هناك بعض المراسيم والمبادئ التي، عندما يجري تدريسها وممارستها، فإنها يجب أن تتم في مكان أو منزل مبني لهذا الغرض“.٢٢
وراثة وعود العهد
في النهاية، فقط من خلال اتباع درب العهد، نرث بركات إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وهي البركات القصوى للخلاص والإعلاء التي لا يمكن أن يمنحها إلا الله.٢٣
غالبًا ما تعني الإشارات الكتابية لشعب العهد من هم نسل إبراهيم حرفيا أو ”بيت إسرائيل“. لكن شعب العهد يشمل أيضًا جميع من قبلوا إنجيل يسوع المسيح.٢٤ أوضح بولس:
”لأن كثيرين منكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. …
”وإن كنتم للمسيح، إذًا أنتم نسل إبراهيم، ووفقًا للموعد ورثة“. ٢٥
المخلصون لعهودهم ”سيتقدمون في قيامة الأبرار“.٢٦ ”الذين كُملوا بواسطة يسوع شفيع العهد الجديد. … هم الذين أجسادهم سماوية، ومجدهم مجد الشمس، حتى مجد الله العلي“.٢٧ ”لذلك فكل شيء لهم سواء كان ذلك الحياة أو الموت أو الأشياء الكائنة أو الآتية، كل هذا لهم وهم بدوره للمسيح والمسيح لله“.٢٨
فلنستجب نحن كشعب لدعوة النبي للبقاء على درب العهد. رأى نافي يومنا هذا في رؤيته العظيمة وكتب: ”وَكانَ أَنّي أَنا، نافي، رَأَيْتُ قُوَّةَ حَمَلِ اللهِ تَحِلُّ عَلى قِدّيسي كَنيسَةِ الْحَمَلِ، وَعَلى شَعْبِ عَهْدِ الرَّبِّ، الَّذينَ كانوا مُشَتَّتينَ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ كُلِّها؛ وَكانوا مُتَسَلِّحينَ بِالْبِرِّ وَبِقُوَّةِ اللهِ في مَجْدٍ عَظيمٍ“.٢٩
وأتفق مع قول نافي، ”تُسر نفسي بعهود الرب“.٣٠ في أحد الفصح هذا، أشهد ليسوع المسيح، الذي تمثل قيامته رجاءنا وتأكيدًا لكل ما وعد به ونحن على درب العهد وفي نهايته. باسم يسوع المسيح، آمين.