٢٠١٠–٢٠١٩
تعال، اتبعني—الاستراتيجية المضادة والخطة الاستباقية للرب
المؤتمر العام لشهر تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠١٩


تعال، اتبعني—الاستراتيجية المضادة والخطة الاستباقية للرب

الرب يعد شعبه ضد هجمات الخصم. تعال، اتبعني هي الاستراتيجية المضادة والخطة الاستباقية للرب.

نفرح بالاجتماع معًا في هذا المؤتمر العام العظيم لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. إنها بركة أن نقبل فكر الرب وإرادته من خلال تعاليم أنبيائه ورسله. الرئيس رسل م. نلسن هو نبي الرب الحي. كم نحن ممتنون لارشاده الملهم الذي نقبله اليوم.

أضيف شهادتي للمشارك به مسبقًا. أشهد عن الله، أبينا الأبدي. إنه حي ويحبنا ويحرسنا. توفر خطته للسعادة البركة لهذه الحياة الفانية وعودتنا في النهاية إلى محضره.

أيضا أشهد عن يسوع المسيح. إنه الابن الوحيد لله. لقد خلصنا من الموت، وهو يفدينا من الخطيئة عندما نمارس الإيمان به ونتوب. تجلب أضحيته الكفارية اللانهائية بدلا عنا بركة الخلود والحياة الأبدية. ”نشكر الله على الهبة التي لا مثيل لها وهي ابنه الإلهي.“ (”المسيح الحي: شهادة الرسل”، لياهونا، أيار/ مايو ٢٠١٧، داخل الغلاف الأمامي).

قديسو الأيام الأخيرة في جميع أنحاء العالم مباركون لأنهم يعبدون يسوع المسيح في هياكله. أحد هذه الهياكل قيد الإنشاء حاليًا في وينيبيغ، كندا. لقد أتيحت لي وزوجتي آن ماري الفرصة لزيارة موقع البناء في آب/ أغسطس من هذا العام. تم تصميم الهيكل بشكل جميل وسيكون بالتأكيد رائعًا عند اكتماله. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون لديك هيكل رائع في وينيبيغ، أو في أي مكان آخر، دون أساس متين وثابت.

تسببت دورة تجمد وذوبان الجليد وظروف التربة المتمددة في وينيبيغ في إعاقة عملية إعداد أساس الهيكل. لذلك، فقد تقرر أن الأساس لهذا الهيكل سيتكون من ٧٠ كوما من الصلب المغطى بالخرسانة. يبلغ طول هذه الأكوام ٦٠ قدمًا (١٨م) وقطرها ١٢ إلى ٢٠ بوصة (٣٠-٥٠سم). يتم دفعها داخل الأرض حتى تصطدم بالصخر، على بعد حوالي ٥٠ قدمًا (١٥م) من السطح. بهذه الطريقة، توفر الأكوام السبعين أساسًا متينًا وثابتًا لهيكل وينيبيغ الجميل.

بوصفنا قديسي الأيام الأخيرة، فإننا نسعى إلى أساس متين وثابت في حياتنا—وهو أساس روحي ضروري لرحلتنا خلال الحياة الفانية والعودة إلى بيتنا السماوي. تم تأسيس هذا الأساس على صخرة اهتدائنا إلى الرب يسوع المسيح.

نتذكر تعاليم حيلامان في كتاب مورمون: ”وَٱلْآنَ يَا وَلَدَيَّ، تَذَكَّرَا، تَذَكَّرَا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكُمَا أَنْ تَبْنِيَا أَسَاسَكُمَا عَلَى صَخْرَةِ ٱلْفَادِي ٱلَّذِي هُوَ ٱلْمَسِيحُ، ٱبْنُ ٱللهِ؛ وَأَنَّهُ عِنْدَمَا يُحَرِّكُ إِبْلِيسُ عَوَاصِفَهُ ٱلْعَاتِيَةَ، نَعَمْ، وَيُصَوِّبُ سِهَامَهُ فِي ٱلزَّوْبَعَةِ، نَعَمْ، وَعِنْدَمَا يَقْصِفُ بِكُمَا بَرَدُهُ وَأَنْوَاؤُهُ ٱلْعَاتِيةُ، كُلُّ هٰذَا لَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْكُمَا وَلَنْ يَجُرَّكُمَا إِلَى حَضِيضِ ٱلشَّقَاءِ وَالْعَذَابِ ٱلْأَبَدِيِّ بِسَبَبِ ٱلصَّخْرَةِ ٱلَّتِي تَأَسَّسْتُمَا عَلَيْهَا، وَالَّتِي هِيَ ٱلْأَسَاسُ ٱلْوَطِيدُ، ٱلْأَسَاسُ ٱلَّذِي إِذَا بُنِيَ عَلَيْهِ ٱلإِنْسَانُ فَلَنْ يَسْقُطَ أَبَدً.“ (حيلامان ٥‏:١٢).

لحسن الحظ، فإننا نعيش في وقت يعلمنا فيه الأنبياء والرسل عن المخلص يسوع المسيح. اتباع ارشادهم يساعدنا على تأسيس أساس ثابت في المسيح.

قبل سنة، قدم الرئيس رسل م. نلسن في كلمته الافتتاحية في المؤتمر العام في تشرين أول ٢٠١٨ هذا الإعلان والتحذير، ”الهدف الطويل الأمد للكنيسة هو مساعدة كل الأعضاء علي أن يزيدوا من إيمانهم بربنا يسوع المسيح وبكفارته، ومساعدتهم في إقامة وحفظ عهودهم مع الله، وتقوية وختم عائلاتهم.“ في هذا العالم المعقد اليوم فإن هذا ليس سهلا. سـيزيد الخصم من هجومه على الإيمان وعلى العائلات بوتيرة متصاعدة. للنجاة روحيا نحتاج إلى استراتيجيات مضادة وخطط استباقية“ (”ملاحظات افتتاحية“، لياهونا، تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٨، ٧؛ التركيز مضاف).

بعد رسالة الرئيس نلسن، قدم الشيخ كونتن ل. كوك من رابطة الرسل الاثني عشر تعال، اتبعني للأفراد والعائلات. تضمنت ملاحظاته ما يلي:

  • ”تم تصميم المرجع الجديد تعال، اتبعني للدراسة البيتية... لمساعدة الأعضاء على تعلم الإنجيل في البيت.

  • ”هذا المرجع هو لكل فرد وعائلة في الكنيسة” [تعال، اتبعني—للأفراد والعائلات (٢٠١٩)، ٦].

  • ”غايتنا هي الموازنة ما بين التجربة الكنسية والمنزلية بشكل سيزيد بشكل عظيم الإيمان والروحانية وسيعمق الاهتداء إلى الآب السماوي والرب يسوع المسيح.“ (”الاهتداء العميق والدائم إلى الآب السماوي والرب يسوع المسيح”، لياهونا، تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٨، ٩–١٠).

ابتداءً من شهر كانون الثاني/ يناير من هذا العام، بدأ القديسون في جميع أنحاء العالم في الآونة الأخيرة في دراسة العهد الجديد،مع تعال، اتبعني كمرجعنا. من خلال برنامج أسبوعي، يساعدنا تعال، اتبعني في دراسة الأسفار المقدسة، وعقيدة الإنجيل، وتعاليم الأنبياء والرسل. إنه مرجع رائع لنا جميعًا.

بعد تسعة أشهر من هذا الجهد في دراسة الكتاب المقدس في جميع أنحاء العالم، ماذا نرى؟ نرى قديسي الأيام الأخيرة في كل مكان ينمون في الإيمان والإخلاص للرب يسوع المسيح. نرى الأفراد والعائلات يخصصون الوقت طوال الأسبوع لدراسة كلمات مخلصنا. نرى تحسن تعليم الإنجيل في فصول الأحد لدينا أثناء دراستنا للكتاب المقدس في البيت ومشاركة أفكارنا في الكنيسة. نرى فرحا ووحدة عائلية أعظم حيث انتقلنا من مجرد قراءة الأسفار المقدسة إلى دراسة الأسفار المقدسة بطريقة عميقة.

لقد كان لي شرف زيارة العديد من قديسي الأيام الأخيرة وسماع تجاربهم المباشرة مع تعال، اتبعني تعبيراتهم عن الإيمان تملأ قلبي بالفرح. فيما يلي بعض التعليقات التي سمعتها من مختلف أعضاء الكنيسة:

  • شارك أحد الآباء شعوره التالي، ”أنا أستمتع بـ تعال، اتبعني لأنه يوفر فرصة لتقديم شهادتي عن المخلص لأطفالي.“

  • في بيت آخر، قال أحد الأطفال: ”هذه فرصة لسماع وشهادة والداي”.

  • شاركت احدى الأمهات: ”لقد الهمنا كيف نضع الله أولاً. إن الوقت الذي اعتقدنا أنه ”لم يكن لدينا ”قد امتلأ بالأمل والفرح والسلام والنجاح بطرق لم نكن نعرفها.“

  • علّق زوجان: ”نحن نقرأ الأسفار المقدسة بطريقة مختلفة تمامًا عما قرأناها من قبل. نحن نتعلم أكثر بكثير مما تعلمناه من قبل. يريدنا الرب أن نرى الأشياء بشكل مختلف. الرب يعدنا”.“

  • قالت أم: ”أحب أننا نتعلم نفس الأشياء معًا. من قبل، كنا نقرأها. اليوم، نحن نتعلمها.“

  • شاركت أخت هذا الانطباع الملهم: ”في السابق، كان لديك الدرس، والأسفار المقدسة كانت مكملة له. الآن، لديك الأسفار المقدسة، والدرس مكمل لها.“

  • علقت أخت أخرى: ”أشعر بالفرق عندما أقوم بذلك [مقارنةً] بعندما لا أفعل. فأجد أنه من الأسهل التحدث مع الآخرين عن يسوع المسيح ومعتقداتنا.“

  • علقت جدة قائلاً: ”أتصل بأولادي وأحفادي يوم الأحد ونتشارك بأفكار من تعال، اتبعني معًا.“

  • لاحظت أخت: ”يبدو تعال، اتبعني وكأن المخلص يخدمني شخصيًا. إنه ملهم سماويا.“

  • وعلق أحد الآباء قائلاً: ”عندما نستخدم تعال، اتبعني، فنحن مثل أولاد إسرائيل، نضع العلامات على جانبي أبوابنا، لنحمي عائلاتنا من تأثير المهلك.“

أيها الإخوة والأخوات، إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم وسماع كيف تبارك جهودكم مع تعال، اتبعني حياتكم. شكرا لتفانيكم

دراسة الكتب المقدسة مع تعال، اتبعني كدليل يعزز اهتداءنا إلى يسوع المسيح وإنجيله. نحن لا نقايض ساعة واحدة في الكنيسة يوم الأحد بساعة واحدة من دراسة الأسفار المقدسة في البيت فقط. تعلم الإنجيل هو جهد ثابت طوال الأسبوع. ولكن الإنجيل هو ينبوع المعرفة الذي لا يجف أبدا. كما شاركت معي احدى الأخوات، ”الهدف ليس جعل الكنيسة أقصر بساعة؛ بل جعل الكنيسة أطول بستة أيام!“

الآن، تأملوا مرة أخرى في التحذير الذي وجهه نبينا، الرئيس نيلسون، أثناء افتتاحه للمؤتمر العام في تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠١٨:

”يزيد الخصم من هجومه على الإيمان وعلينا وعلى عائلاتنا بوتيرة متصاعدة. للنجاة روحيا نحتاج إلى استراتيجيات مضادة وخطط استباقية.“ (ملاحظات افتتاحية”، ٧).

ثم (بعد ٢٩ ساعة تقريبًا) بعد ظهر يوم الأحد، أنهى المؤتمر بهذا الوعد: ”بينما تعمل بجد لإعادة تشكيل منزلك إلى مركز لتعلم الإنجيل،... سينخفض تأثير الخصم في حياتك وفي منزلك.“ (”صيروا قديسي أيام أخيرة مثاليين“، لياهونا، تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٨، ١١٣).

كيف يمكن أن تتزايد هجمات الخصم بوتيرة متصاعدة، في الوقت الذي يتناقص فيه تأثير الخصم في الواقع؟ يمكن أن يحدث، وهو يحدث في جميع أنحاء الكنيسة، لأن الرب يعد شعبه ضد هجمات الخصم. تعال، اتبعني هي الاستراتيجية المضادة والخطة الاستباقية للرب. كما علم الرئيس نلسن، ”المنهاج المتكامل الجديد المرتكز على البيت والمدعوم من الكنيسة لديه القدرة على إطلاق العنان لقوة العائلات.“ ومع ذلك، فإنه سوف يتطلب ويتطلب بذل قصارى جهدنا؛ نحتاج إلى ”[المتابعة] بامانة وعناية لتحويل بيتنا إلى ملجأ للإيمان“ (”صيروا قديسي أيام أخيرة مثاليين“، ١١٣).

بعد كل ذلك، كما قال الرئيس نيلسون، ”نحن مسؤولون عن نمونا الروحي الفردي“ (”ملاحظات افتتاحية“، ٨).

مع مرجع تعال، اتبعني، يعدنا الرب ”للأوقات الخطرة التي نواجهها الآن” (كونتن ل. كوك، “الاهتداء العميق والدائم،“ ١٠). إنه يساعدنا على إرساء ”الأساس الثابت ، الأساس الذي يبنيه الانسان ولا يمكن أن يسقط أبدا“ (حيلامان ٥‏:١٢)—الأساس لشهادة راسخة على صخر اهتدائنا إلى الرب يسوع المسيح.

أصلي أن تحصننا جهودنا اليومية في دراسة الأسفار المقدسة وتثبت أننا نستحق هذه البركات الموعودة. بهذا أصلي باسم يسوع المسيح، آمين.